بازگشت

قضية التاريخ الاسلامي لنبحثها بعيدا عن حدود النظرة الأموية العابثة


اننا اذا ما تجاوزنا حدود النظرة الأموية التي أراد معاوية أن تتبناها الأمة، فاننا قد نستطيع وضع قضية التاريخ الاسلامي برمتها علي نار هادئة و نتناول أحداثها بشكل لا يسبب الضغينة و الكراهية التي حاول معاوية زرعها بين صفوف أبناء الأمة ليتسني له تنفيذ مخططاته في السيادة و التغلب عليها، و حينذاك سندرك الدوافع الحقيقية وراء كشف النظام الأموي - الذي لا يزال يتكرر و يظهر بعدة أشكال -،و أسباب رفض ذلك النظام و الخروج عليه، و ستكون تلك الدوافع هي نفسها التي ستحدد الكثير من أنماط أعمالنا و تصرفاتنا و مواقفنا تجاه العديد من دول الظلم الممتدة مع تاريخنا الاسلامي، و الكثير من الأمور الراهنة التي تتعلق بحياتنا و وجودنا و مستقبلنا، و قد لا نعود ننظر للأمور نظراتنا اللامبالية اليها، و ندرك ما لم ندركه من قبل.

ان فهم ثورة الحسين، و كل معارك الاسلام الأخري، كان دافعا للعديدين الذين فهموها فهما صحيحا، لكي ينهجوا نهج أولئك الذين شاركوا فيها و كان لهم دور بارز، و يقفوا مواقفهم الواضحة تجاه قضايا الأمة المصيرية.

و هو أمر لا يبدو حكرا علي فئة خاصة من أبناء هذه الأمة، بل انه متاح للجميع اذا ما جعلوا قضية الاسلام قضيتهم الأساسية و بذلوا جهودا مخلصة لفهمه بعيدا عن تصورات أعدائه، حتي أولئك المتلغلين بين صفوفهم، و عن تخرصاتهم و ألاعيبهم


التي بات معروفا للجميع أن الغرض منها كان يصب في دائرة مصالحهم و طموحاتهم الشخصية البحتة.

و تظل ثورة الحسين شاخصة كأقدس معركة ضد رموز الشرك و الظلم و الطغيان، و يظل رجالها ماثلين أمام أنظار أبناء الأمة الاسلامية كلها علي امتداد الأزمان كمدافعين حقيقيين عن الاسلام المحمدي الصحيح لحفظه من التزوير و الانحراف و الاندثار، و ما علي الذين يريدون التغيير و الثورة ضد الظلم و التسلط الا أن يضعوها نصب أعينهم و يستعيدوا أدوارها و فصولها و موقف كل مشارك فيها، و يضعوا أنفسهم مكان أولئك الرجال ليروا هل أن بامكانهم القيام بما قاموا به، و هل أنهم يمتلكون نفس القوة التي امتلكوها، و هل اندمجوا مع الاسلام و لم ينظروا الا اليه و أصبح مثلهم الأعلي الوحيد، أو أن الرواسب الأولي قد أضيفت اليها رواسب جديدة و التظليل الأموي لا يزال يفعل فعله.