بازگشت

لماذا تبني الموقف الأموي رغم ذهاب بني أمية


و لا يزال عدد كبير من المفكرين و الكتاب الاسلاميين يتبنون نفس الموقف الأموي المعادي للحسين و ثورته و من آل البيت عموما و في مقدمتهم أميرالمؤمنين عليه السلام، و قد يكون ذلك اما بدافع التأثر بمفاهيم و أفكار مسبقة، تسلسلت عبر البيئة التي تربوا فيها، أو بتأثير المواقف الرسمية للدول (الاسلامية) التي لا تختلف صيغ العمل فيها عن الصيغة الأموية، و قد تكون صورة منها.

و اذا ما جرت دراسة موضوعية تفهم طبيعة الدوافع الحقيقية لهذا الثورة، فان هؤلاء سيعلمون بلا شك أنهم قد انساقوا وراء خطأ كبير، و انهم بذلك يجنون علي أنفسهم و أمتهم، و انهم قد أوقعوا أنفسهم بورطة كبيرة، قد يدركون هم آثارها بعد أن يدركها الآخرين و قد يجي ء ذلك بعد وقت متأخر، يتحملون عنده المسؤولية أمام الله و أبناء الأمة بعد أن شاركوا بتمييع القضية بأكملها و عرضها بشكل مشوه، و من خلال تصور مسبق مستعار من أناس آخرين كثورة (شيعية) لا علاقة لها بعموم المسلمين، بل لا علاقة لها بالاسلام بتاتا، بعد أن رسموا للشيعة صورا مشوهة فألصقوا بهم مختلف التهم و عرضوهم بأشكال مختلفة، اقتضت مصالح حكام الانحراف أن تقدم للأمة بذلك الشكل المشوه لكي ترفض من قبلها.

و اذ أن معاوية، الذي رفع السيف بوجه أميرالمؤمنين عليه السلام عليه السلام و شن أكبر حملة لتشوية أنصار الاسلام الحقيقيين الذين انضموا تحت لوائه، كان هو الذي مهد لقتل عثمان بجعله يتماري في الانحراف و الخطأ مما جعل النقمة الشعبية تتزايد عليه و جعل الناس تقدم علي قتله، ثم بتلكئه عن نصرته و نجدته، و كان بامكانه القيام بذلك، فانه قام أيضا - و هذا ما أراده من قتله - بمهمة المطالبة بدمه بعد موته، لأن تلك كانت هي الفرصة الوحيدة التي يستطيع فيها ايجاد مبرر (مقنع) لأهل الشام و غيرهم من رؤساء الفتن و الأحزاب، للوقوف بوجه أميرالمؤمنين عليه السلام، اذ لم يكن دم عثمان ليستدر دموعه و يثير أخزانه بأي حال من الأحوال.