بازگشت

لماذا الشعور بالحزن و الأسف


و من هنا كان الحزن و المشاعر العاطفية الجياشة من العديدين من أبناء الأمة لذلك المصاب المحزن في مذبحة كربلاء، عاملا من عوامل التعبير عن الشعور الحقيقي و الفهم الواعي لما قدمه الحسين عليه السلام، مما يمكن أن يوظف و يستثمر لا لمجرد نقله الي الآخرين هكذا دون سبب و لمجرد الرغبة في ذلك، و انما لتوضيح الموقف الذي وقفه و الأذي الذي تعرض له رغم موقعه من رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم و من المسلمين، لكي يفكر الجميع في المغزي الحقيقي وراء وقوفه ذلك الموقف الثابت، و لجعل الآخرين يعيدون النظر في موافقهم تجاه الاسلام علي ضوء ما فعله الحسين عليه السلام و أصحابه عليهم السلام.

ان موقف الحسين عليه السلام في عاشوراء فرصة مناسبة لكل فرد من أبناء الأمة الاسلامية دون استثناء، لكي يستعرض علي ضوئه موافقه هو تجاه ما يعيشه و يشهده و يري مدي ابتعادها أو تطابقها مع الخط الاسلامي السليم حتي و ان كان يعيش في ظل


دولة ظلم جديدة، ليري هل أنه قادر علي الاقتراب من ذلك الموقف و التفاعل معه للحد الذي يكون فيه مستعدا للوقوف مع الحسين كأحد أصحابه، و ان طال المدي و تباعدت الأيام.

و لا يكفي الشعور المجرد بالتقصير لجعل الأمة تغير مواقفها الخاطئة، أو يقدم أي فرد منها علي تغيير موقفه الخاطي ء، ما لم يستتبع هذ الشعور تصميم مخلص و ارادة حازمة للتغيير. ثار الحسين من أجل الأمة كلها و من أجل أن يطبق الاسلام كله.

و لم ينهض ثار لمن قتل من أهله و آبائه، أو لمن جعلوا من أنفسهم شيعة لجده صلي الله عليه و آله و سلم و أبيه و له هو خاصة، بل ثار من أجل خلاص كل المسلمين من جعل الانحراف الذي أوشك أن يلتف حول رقابهم، و حتي لأجل أولئك الذين دفعوا للاشتراك بقتله.

فأي شعور بالحزن و الأسي كان ينتابه، و هو يري هذه الأمة تسلخ عن دينها و تبعد عنه بفعل تدبير منظم دؤوب تقوم عليه المؤسسة الحاكمة لدولة الظلم التي تدعي الانتساب للاسلام و القيمومة علي المسلمين.