بازگشت

الطبقة الثرية استعداد منذ البداية لمواجهة عدالة أميرالمؤمنين


و قد قلنا في أحد المباحث ان الشدة و العدالة التي آلي أميرالمؤمنين عليه السلام أن يأخذ بها نفسه، جعلنا من الطبقة الطفيلية الثرية و المكتونة حديثا، تقاد الي أقصي حد و تقف بشراسة للدفاع عن مصالحها، و قد آثرت الانضمام الي جبهة معاوية الذي بدا لها بوضوح أنه هو الذي سيشبع رغباتها و نهمها للمال و الثورة، و قد فعل معاوية ذلك فعلا، و أشبع رغباتها و طموحها الي الجاه و المال و السلطة، و سارت خلفه فعلا و دعمت مواقفه ضد أميرالمؤمنين عليه السلام و تغاضت عن كل خروقاته و خروجه المتعمد عن العديد من أحكام الاسلام، فقد رأت أنها اذا ما انضمت الي جانب أميرالمؤمنين عليه السلام فانها لن تكون ثرية و منعمة بل انها ستفتقر و تساوي الآخرين من أبناء الأمة و سيلحقها الهوان و المذلة في ظل عدله و استقامته، لأن تطلعها غير المشروع للمال يزين لها أنه هو الطريق الوحيد للسعادة و العز و الرفعة.

كانت الجبهة التي أعلنت الحرب علي الامام عليه السلام هي جبهة معاوية، و قد قامت بذلك تحت ذرائع و حجج مختلفة، و قد حاولت أن تضفي علي حججها تلك


و ذرائعها طابعا شرعيا مستمدا من الاسلام ذاته؛ لأن ذلك هو وحده الكفيل للتأثير علي الأمة المظلومة و تضليلها، فكان كل من يريد الخروج علي أميرالمؤمنين عليه السلام من الأحزاب و القوي و الأفراد، يلجأ الي الجبهة الأموية التي أعلنت عداءها المكشوف ضده و شنت عليه الحرب منذ اليوم الأول لاستلامه القيادة الفعلية للدولة، و أخذت تكيد له حتي تمكنت بالتالي من اغتياله و اختراق سياج الجبهة المضادة لها بعد اختفانه من الساحة..