بازگشت

نصر ام هزيمة.. نمطان من التفكير و التصور


و كانت نتيجة المعركة التي خاضها الحسين عليه السلام ضد يزيد، تمثل في أذهان الذين لا يملكون و عيا اسلاميا و تصورا اسلاميا صحيحا عن الجهاد و النصر و الهزيمة، هزيمة منهكة للحسين عليه السلام أمام القوة الأموية الهائلة، الا أنها في أذهان الذين يملكون فهما اسلاميا صحيحا و شموليا، تمثل هزيمة مطلقة و نهائية ليزيد و لكل الطواغيت من بعده... فقد استطاع الحسين عليه السلام كشف زيف الادعاءات التي قامت علي أساسها دولة الظلم الأموية و زيف المزاعم التي أطلقتها لتبرير وجودها و بقائها و احتواء كل تحرك محتمل أو واقع ضدها.

ان تعمد تجنب معالجة المسألة علي اساس اسلامي صحيح هو السبب وراء


أخطاء العديد من المفكرين و الكتاب، و وقوفهم الي جانب النظام الأموي و تبني أطروحاته الغربية عن الاسلام، فهم يناقشون المسألة و يعرضونها و كأنها مسألة صراع بين جماعتين متنافستين تقفان علي نفس أرضية المواجهة بعيدا عن الاسلام برمته، كما يناقشونها و كأنها مسألة صراع بين جماعة ثورية عاتبة ذات انتماء غريب ضد دولة أثبتت وجودها و قدرتها علي سياسة الناس و حكمهم، و كأن الامام الحسين استفزهم هم أنفسهم شخصيا حينما رفض قبول الأمر الواقع المتردي في ظل تلك الدولة، و كانوا يأملون أن تحسن تلك الدولة سلوكها و أن تعمد الي اتخاذ جانب العدالة التي يريدها الاسلام. لو لم (يعكر) الحسين عليه السلام صفو هدوئها و أمنها و استقرارها، و لم نلمس من العديدين رغبة بادانة يزيد و أركان حكمه علي الكثير من الجرائم التي ارتكبها ضد المسلمين، و ذهبوا الي حد تحميل المسلمين الذين ثاروا عليه مسؤولية شق صفوف الأمة و وحدتها و تعكير أمنها و هدوئها.