بازگشت

تشريعات أموية.. لا تشريعات اسلامية


و قد كانت (التشريعات) الأموية الخارجة عن الاسلام، وجها آخر لوجوه الانحراف الأموي، و كانت اعلانا واضحا لرفضه الاسلام و استبعاده عن الحياة بصورة عملية، و عندما تم اخضاع الأمة لتقبل تلك التشريعات الغريبة، كان ذلك ايذانا بافتتاح عهد جديد لسلاسل فراعنة و طغاة الأمة الذين لم يقيموا وزنا للاسلام و لم يقبلوا منه الا بعض الاداءات الطقوسية التي من شأنها أن تحسن صورهم أمام الأمة و قد زوروه و ذهبوا به الي الحد الذي بدا فيه و كأنه جاء لتكريس حكمهم و سلطانهم و انه لم ينزل الا لهذه الغاية فقط.

لقد أراد معاوية منذ البداية التمهيد لكي يحكم يزيد و سلالته من بعده حكما مستبدا غير مقيد بقوانين الاسلام و شريعته و قطع الطريق علي كل الحجج التي قد ترفع لتبريز الثورة علي هذا الحكم فيما بعد، و قد صور الأمويون معركة الطف و ثورة الحسين عليه السلام بعد ذلك، و عرضوها علي أنها معركة (السلطة الشرعية) مع فئة خارجة عن القانون و الشرع...! و ان هؤلاء الخارجين علي سلطة الدولة الشرعية هذه كانوا جديرين بما فعلته هذه الدولة معهم من قتل و ابادة و قطع للرؤوس و تمثيل بالجثث، و كان قمعهم و قتلهم بالأسلوب الذي تم فيه ذلك، انما هو تدبير محكم لمنع مثل هذه البوادر الخطيرة و عدم السماح بظهور بوادر مشابهة لها في المستقبل، مما سيحدث شرخا كبيرا في جدار وحدة الأمة و تآلفها و اجتماعها حول قادتها (الشرعيين) و يفسح المجال لمزيد من (الفتن) و (العصيان) و الفرقة بين المسلمين، و ان هذا الأسلوب (التأديبي) ستلجأ اليه الدولة مع كل من يريد أن يقوم بما قام به الحسين و أصحابه، و قد أخذوا يلومون بذلك أمام كل من كانوا يحسبونهم أعداء لدولتهم يريدون القضاء عليها.

و هكذا قال يزيد لجلسائه عندما جي ء برأس الحسين عليه السلام و رؤوس أصحابه و وضع أمامة: (أتدرون من أين أتي هذا؟ قال: أبي علي خير من أبيه، و أمي فاطمة خير من أمه، و جدي رسول الله خير من و أحق بهذا الأمر منه.


فأما قوله: «أبوه خير من أبي»، فقد حاج أبي أباه و علم الناس أيهما حكم له، و أما قوله: «أمي خير من أمه»، فلعمري فاطمة ابنة رسول الله خير من أمي...

و أما قوله: «جدي خير من جده» فلعمري ما أحد يؤمن بالله و اليوم الآخر يري لرسول الله فينا عدلا و لا ندا، و لكنه انما أتي من قبل فقه و لم يقرأ: (قل اللهم ملك الملك تؤتي الملك من تشآء و تنزع الملك ممن تشآء و تعز من تشآء و تذل من تشآء بيدك الخير انك علي كل شي ء قدير) [1] .


پاورقي

[1] آل عمران: 26.