بازگشت

هل نغلق الملف و نبدأ تاريخا مقطوع الجذور!


ماذا سنفعل اذا؟ هل نغلق الملف بأكمله و نوقف استعراض الشخصيات التي كان لها في تاريخنا الاسلامي أكبر الأدوار و الآثار، ثم نبدأ تاريخا مقطوع الجذور لا علاقة له بتاريخنا الأول؟ أم أننا سنجد في تلك الحال أن كتابة التاريخ مستحيلة و أننا في عملية تقويم أنفسنا و أوضاعنا سنحتاج لعملية تقويم شاملة تبدأ منذ ظهور الاسلام نفسه؟

لسنا بحاجة لاستعراض تاريخ معاوية لو لم يكن معاوية قد لعب دورا كبيرا في تاريخنا لن يضير معاوية التجريح لو كان بريئا و لن ينفعه الدفاع لو كان ظالما، فالحساب في النهاية سيكون أمام العليم الخبير، و لسنا بحاجة لذلك لو لم يتكرر نمط معاوية دائما.

لقد جرت محاولات أموية دؤوبة لجعل المجتمع الاسلامي يهبط من القمة التي أوصله اليها رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم، حينما لم يكن ير أمامه الا القيم الالهية التي آمن بها بشكل مطلق و جعلها السبيل لتنظيم كل شؤون حياته، و الا رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم الذي قاده الي بر الأمان عبر كل الزوابع و الأعاصير التي أثيرت لعرقلة مركبه عن الوصول اليه الي و هدة منخفضة تتصارع فيها آلهة الغرائز و الحس و النزوات و المصالح ليكون هو الهدف المباشر لهذه الآلهة التي تجبرت و طغت و جعلت منه أداة لتنفيذ كل أعمالها غير المشروعة، و جعلته طوع ارادتها هي، بعد أن جعلته يري أن الاسلام مجرد نور أشرق مرة واحدة و قد استهلكت الطاقة التي أمدته بهذا النور، و انه مجرد أمل يراود النفوس التي شهدت اشراقته الأولي و أنه غير ممكن التطبيق الا في الفترة التي شهدت فيها رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم نفسه.. و لم تمتد كل تلك المدة الا لأنه صلي الله عليه و آله و سلم كان لا يزال بعد في ذاكرة الأمة، و قد جعلها الأمويون بعد ذلك تنسي حتي الصورة الصحيحة لرسول الله صلي الله عليه و آله و سلم بعد أن عملوا علي تشويهها و تزويرها و تشويه الاسلام و تزويره؛ لأن


من شأن الصور الصحيحة أن تظهر بطلان كل المزاعم التي استندوا اليها للالتفات حول مكاسب المسلمين و سرقتها و الاستئثار بها.