بازگشت

بسبب الأمويين اتهم الاسلام بأن مثله الرفيعة غير قابلة للتطبيق


(.. و المحذور الثاني في المقابل هو محاولة الدفاع عن بني أمية بنفي كل التهم الموجهة اليهم علي أساس أنها موجهة من الخصوم السياسيين، فهي باطلة لأول وهلة، و لابد من الاجتهاد في دحضها و اثبات عكسها، و المحذور في هذا المسلك أنه أولا - مخالف للمنهج الرباني الذي سبقت الاشارة اليه (يأيها الذين ءامنوا كونوا قوامين بالقسط شهداء لله و لو علي أنفسكم أو الولدين و الأقربين) [1] .

ثم هو ثانيا يوشك أن يوقعنا في محذور أشد، هو اتهام الاسلام بأن مثله الرفيعة غير قابلة للتطبيق في عالم الواقع، و اننا لابد أن نحيد عنها لمواجهة الواقع العملي، و هي دعوي من أيسر أن يتخذها الطغاة سندا المظالم بالناس و التنكيل بالمعارضين الذين يقفون في وجه استبدادهم و ظلمهم، و ستجد حين نلتزم بتلك الضوابط جميعا أننا نستطيع أن نفسر و نبرر كثيرا من أعمال معاوية التي قام الشيعة و السبئيون بتشويهها لهوي في أنفسهم، و لكننا لا نستطيع أن نبرر كل ما يفعله معاوية دون أن نجني علي قيم اسلامية أصلية...


و ليست القضية شهوة في تجريح معاوية، و لا شهوة في الدفاع عنه و تبرئته، فكلتاهما حيد عن الطريق، انما القضية هي الأمانة الواجبة لهذا الذين و قيمه و معاييره، و الرسالة التي نزل ليؤديها في حياة الناس...) [2] .


پاورقي

[1] النساء 135.

[2] کيف نکتب التاريخ الاسلامي ص 115 - 114.