بازگشت

نمط مبتذل - يزيد مثالا


لقد كان نمط الحياة الذي يعيشه يزيد مثلا، و هو ثاني خليفة أموي مطلق، نموذجا لنمط مطلوب، أخذ به في البداية ولاته و عماله، ثم انتشر بين عموم الناس..


(و غلب علي أصحاب يزيد عماله ما كان يفعله من الفسوق، و في أيامه ظهر الغناء بمكة و المدينة، و استعملت الملاهي و أظهر اناس شرب الشراب) [1] .

لقد أصبحت هذه الفئة الحاكمة مثلا أعلي لفئات كبيرة من أبناء المجتمع، تحركت أمام دوافع استجابتها الغريزية و بعدها عن الاسلام و يأسها من عودته ثانية كما كان أيام رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم و استسلام الأمة أمام معاوية و يزيد، و تصرفات يزيد و عماله المشين و شذوذهم الصارخ، لتسلك نفس سلوكهم متشبهة بهم، و لتقف موقفا سلبيا من الاسلام كدين قيد من حرياتهم و حاول كبح تصرفاته، كما أنه هو نفسه أصبح يلوح لهم كأثر من آثار الماضي، اذا ما أبدي البعض اعتزازا حقيقيا به فانهم لم يكونوا يتوقعون أن يعود الي حياتهم كما كان، و قد عهد لهذا التصور معاوية بحملة من أطروحاته التي أفادت بأن لاأحد يستطيع السير علي (سنة) الشيخين بل انه هو نفسه لا يستطيع أن يسير في المسلمين حتي بمسيرة عثمان، كما أنه أفضل من غيره... و هكذا يستمر العد التنازلي لمسيرة (الخلفاء) و هو تمهيد خطير يراد من ورائه اشعار الأمة بأن ما مضي كان حالة فريدة لن تعود و لن تتكرر ثانية.


پاورقي

[1] مروج الذهب 82 / 3.