بازگشت

هل هو انحراف واحد فقط


و اذا ما تحدث متحدث عن انحراف واحد فقط، وقع في نظام الحكم و حسب، قام به الأمويون و انهم لم يتجاوزوه الي انحرافات خطيرة أخري، يريد أن يهون - بذلك، من شأن المسألة، و يعتبر أن خطرها ثانوي، فان عليه أن يتذكر هنا، انه انما يناقش قضية اسلامية، فلابد أن ينطلق الي ذلك من خلال التصور الاسلامي نفسه و يعالجها بأدوات اسلامية، ليتاح له التعرف بدقة علي وجهة نظر الاسلام و موقفه من مختلف قضايا الحياة و المجتمع و في مقدمتها قضية الحكم ليتوصل بعد ذلك الي نتيجة واضحة: و هي ان الاسلام لم يجعل من التصرف أو التلاعب الكيفي بتشريعاته و قوانينه مسألة كيفية رهينة بمصالح الحكام و رغباتهم، و انه لم يترك الحبل علي


الغارب، و قد أكد أن هؤلاء الحكام، ماداموا ملتزمين بالاسلام و شروطه و أحكامه، فهم حكام شرعيون، أما اذا خرجوا عن أبسط هذه الشروط و الأحكام، فهم بذلك يعتبرون أول الخارجين عن الاسلام، و علي الأمة في هذه الحال، استبدالهم بالقوة، ان لم يستجيبوا لارادتها بشكل طوعي و يبتعدوا عن سدة الحكم.

لم يكن التغيير الأموي في شكل الحاكم فقط، و انما كان في شكل الحكم و أسلوبه و طريقته...

لقد بدلوا الطريقة الصحيحة الأولي، و ابتكروا طرقا و صيغا جديدة، و هذا ليس مجرد انحراف بسيط عن نمط الحكم الاسلامي الصحيح و التصور الاسلامي - علي حد زعم بعض الكتاب - و انما خروج متعمد عن الاسلام و رفض لأهم بنوده و قواعده.