بازگشت

منازلة مكشوفة أمام الأمة


و كانت منازلة حاسمة مكشوفة جرت أمام سمع الجميع و بصرهم و كانت فصولها و أدوارها مسجلة بكل دقة و وضوح، أراد الحسين عليه السلام فيها أن يثبت لكل الأجيال أنه عند موقفه المبدئي السابق و أنه لن يستسلم أو يهادن السلطة الجائرة مهما كانت الظروف التي يتعرض لها، و حتي لو كانت النتيجة المباشرة لذلك هو الموت قتلا و التعرض للأهوال و المصائب..

لقد شجب الحسين عليه السلام الشكل الجديد للدولة المعروض و المقدم للأمة الاسلامية كبديل عن الدولة الاسلامية التي أقامها رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم؛ اذ أن هذه الدولة الجديدة لا علاقة لها بالاسلام بتاتا و لا تحمل منه الا اسمه و بعض ممارساته


المظهرية، لأنها تلزم رأسها الذي نصب خليفة بالاكراه، بالعقد الالهي الذي يجعل خلافته شرعية قائمة علي شروط الاسلام و مبادئه و أسسه، لا ملكا مطلقا غير مقيد بضوابط الاسلام و تشريعاته.