قبل الخوض في هذا البحث، لابد لنا من ملاحظة الأهداف التي توخاها الامام الحسين عليه السلام من الثورة، و مدي تطابق النتائج المتحققة، مع هذه الأهداف، سواء تلك المتحققة بالفعل علي المديين القصير، أي بعد حدوث الثورة، و الطويل، أي علي امتداد التاريخ الاسلامي الي يومنا هذا أو تلك التي يتوقع تحققها في المستقبل أيضا..

لقد أوضع الحسين عليه السلام منذ مسيره من المدينة، و قدومه الي مكة و خلال مسيره الي كربلاء، و فيها أيضا، أهداف ثورته الكبيرة - كما تحدثنا عن ذلك في الفصول السابقة - و حاول لفت الأنظار اليها، بتحرك واضع تطلعت اليه الأمة و قد أرادت أن تلاحظ رد فعل الدولة الأموية تجاهها، و الذي توقعت أن يكون عنيفا مدمرا، خصوصا و أن موقف الحسين عليه السلام كان منذ البداية يسير باتجاه رافض للحاكم المفروض علي الأمة التي بايعته مرغمة تحت و طأة الظروف التي مهد لها معاوية بعناية فائقة...