و قد رأينا كيف تعاطفت نساء الشام و نساء آل معاوية أنفسهن مع نساء الحسين عليه السلام عندما أدخلن دار يزيد و هن بتلك الحال المزرية.. (فلم تبق من آل معاوية امرأة الا استقبلتهن تبكي و تنوح علي الحسين، فأقاموا عليه المناحة ثلاثا) [1] فقد (صاح نساء آل يزيد و بنات معاوية وولولن.. فلم تبق امرأة من آل يزيد الا أتتهن) [2] .

و حتي زوجة يزيد نفسها - هند بنت عبدالله بن عامر بن كريز - احتجت علي تصرف يزيد عندما جلب اليه رأس الحسين عليه السلام.. (فتقنعت بثوبها، و خرجت، فقالت: أرأس الحسين بن فاطمة بنت رسول الله) [3] و كانت بذلك تؤنبه علي فعلته بالحسين و أصحابه.. و لم تنتظر أن تلقاه بعد أن يقوم من مجلسه فاقتحمت عليه ذلك


المجلس بذلك الشكل و خاطبته بتلك الطريقة التي جعلته يعتذر بعد ذلك و يلقي المسؤولية كلها علي عبيدالله بن زياد.