وقد برز لنا نموذج لامرأة مجاهدة في البصرة (من عبد القيس، يقال لها مارية ابنة سعد - أو منقذ - و كان منزلها مألفا) [1] يجتمع فيه معارضوا النظام والمطالبون بالتغيير و تصحيح الأوضاع المنحرفة.. و كانت تلك الاجتماعات تتم رغم الرقابة الشديدة التي فرضها ابن زياد علي البصرة.

و قد حدث أبوالمخارق الراسبي أن يزيد بن نبيط - و هو من أقاربها من عبد القيس أيضا - قد أرفع الخروج أيضا الي الحسين عليه السلام.. (فقال لأصحابه في بيت تلك المرأة: اني قد أزمعت علي الخروج، و أنا خارج. فقالوا له: انا نخاف عليك أصحاب ابن زياد.. و كان قد كتب الي عامله بالبصرة أن يضع المناظر و يأخذ بالطريق) [2] .

الا أنه خرج و معه ابنان له، حتي انتهي الي الحسين عليه السلام.. (ثم أقبل معه حتي أتي فقاتل معه، قتل معه هو و ابناه) [3] .