بازگشت

مواقف حاسمة


و لعل موقف زينب القوي و المؤثر بحكم سنها و موقعها و علمها قد طغي علي مواقف النساء الأخريات اللائي كن أصغر سنا منها و لعل ما قامت به كان يبهر حتي أعداءها الذين رووا لنا باعجاب تفاصيل وقفتها للدفاع عن الحسين عليه السلام و قضيته و ثورته، قبل استشهاده و بعد ذلك.

علي أن موقف النساء الأخريات ممن كن ضمن موكب الحسين عليه السلام كان موقفا يتسم بالشجاعة و الثبات رغم هول الكارثة التي كن مقبلات عليها وه التي انتهت باستشهاد الحسين و أصحابه عليه السلام و قطع رؤوسهم و ارسالها مع موكبهن الي يزيد خلال مسيرة طويلة بدأت من كربلاء و انتهت بالشام لتبدأ المرحلة الثانية منها من هناك و حتي المدينة.

و لنا أن نتصور رد فعل أولئك النساء الخفرات المحجبات ممن كن قدوة لكل نساء المسلمين و قد عرضن بشكل مفزع لأقسي ضروب الامتهان والمعاملة الوحشية من قبل قتلة الحسين عليه السلام حتي أنهم سلبوا ما كان يسترهن من ملابس و عرضوهن لأنظارهم في ذلك الموقف الدقيق الذي فقدن فيه أحباءهن من الآباء والاخوة والأزواج والأبناء.. ليضيفوا الي آلام الثكل و فراق الأحبة بذلك الشكل المرعب، آلام الاهانة والتنكيل بأقدس عائلة في المسلمين.

و لعل قيام امرأة من الكوفة بجلب مجموعة من الملاء والازر والمقانع رد اليهن روعهن و جعلهن يتصدين للجمع المتفرج بوقاحة و دون حياء، بغضب كان جديرا أن ينفجر في تلك اللحظات، و الا فماذا بقي للمسلمين ان هم أقدموا علي اهانة عائلة الرسول صلي الله عليه و آله و سلم نفسه بتلك الطريقة المخزية.

و قد استمعنا لخطبة زينب في أهل الكوفة المتجمعين لمشاهدة ركب النساء العائد من كربلاء و هو يشق طريقه بينهم، و كأنهم يشاهدون فرقة من الأشخاص تقوم بتسليتهم أو جماعة تستعرض أمامهم بعض الفعاليات والألعاب المسلية.