بازگشت

استهداف بالأذي


و كان تنظيم الموكب يستهدف وضع النساء أمام أنظار المستعرضين من النظارة والمشاهدين، و اذ أن رفع الرؤوس علي الرماح كان أمرا غير مألوف، اذ لم يعمد اليه أي حاكم قبل ذلك، فان الأنظار كانت تتجه لهذا المشهد الغريب، و قد رأي منظمو الموكب أن يسير حاملو الرؤوس بين محامل النساء ليجعلوا الأنظار تتجه اليهن أيضا، فلا تنشغل بمشاهدة الرؤوس وحدها اذا ما أفردت في مقدمة الموكب أو مؤخرته.

و قد بذلت مساع مع شمر قبيل الوصول الي دمشق للتخلي عن هذه الخطة التي تستهدف الحاق أكبر قدر من لاأذي بنساء آل الرسول صلي الله عليه و آله و سلم، الا أنه أصر علي تنظيم الموكب بذلك الشكل و سلك بهم بين المارة علي تلك الصفة حتي أتي بهم باب دمشق، فوقفوا علي درج باب المسجد الجامع حيث يقام السبي. [1] .

و قد روي عن سهل بن سعد، و هو صحابي رأس الرسول صلي الله عليه و آله و سلم، قوله: (خرجت الي بيت المقدس حتي توسطت الشام، فاذا أنا بمدينة مطردة الأنهار كثيرة الأشجار، قد علقوا الستور والحجب والديباج، و هم فرحون مستبشرون، و عندهم نساء يلعبن بالدفوف والطبول... فقلت في نفسي: لا نري لأهل الشام عيدا لا نعرفه نحن..؟.

قالوا: هذا رأس الحسين يهدي من أرض العراق.

فقلت: واعجباه، يهدي رأس الحسين والناس يفرحون...!.

فبينا أنا كذلك، حتي رأيت الرايات يتلو بعضها بعضا، فاذا نحن بفارس بيده لواء منزوع السنان عليه رأس من أشبه الناس وجها برسول الله صلي الله عليه و آله و سلم، و من ورائه نسوة علي جمال بغير وطاء) [2] .



پاورقي

[1] المصدر السابق 128-127-126/45.

[2] المصدر السابق 128-127-126/45.