بازگشت

ابوثمامة الصائدي


«لا والله لا تقتل حتي أقتل دونك، و أحب أن ألقي ربي و قد صليت هذه الصلاة»

أما أبوثمامة عمر بن عبدالله الصائدي فنري له يوما قبل يوم الطف، في الكوفة، حيث كان من أصحاب مسلم بن عقيل (و هو الذي كان يقبض أموالهم، و ما يعين به بعضهم بعضا، يشتري لهم السلاح، و كان به بصيرا، و كان من فرسان العرب و وجوه الشيعة) [1] .


و عندما اضطر مسلم لاعلان ثورته قبل الوقت المحدد لها بفعل العمل الغادر الذي قام به ابن زياد عندما قبض علي هاني ء، و استنفر قواته، عقد لأبي ثمامة الصائدي علي ربع تميم و همدان.

و في يوم المعركة عندما شن الهجوم الكبير علي الحسين و أصحابه، و كان ذلك فيما يبدو عند الظهر و أدركوا أنهم سيقتلون، تقدم أبوثمامة نحو الحسين عليه السلام و قال له: (يا أباعبدالله، نفسي لك الفداء، اني أري هؤلاء قد اقتربوا منك، و لا والله لا تقتل حتي أقتل دونك ان شاء الله، و أحب أن ألقي ربي، و قد صليت هذه الصلاة التي دنا وقتها. فرفع الحسين رأسه ثم قال: ذكرت الصلاة، جعلك الله من المصلين الذاكرين، نعم هذا أول وقتها، ثم قال: سلوهم أن يكفوا عنا حتي نصلي) [2] و قد صلوا. صلي بهم الحسين عليه السلام صلاة الخوف.

ثم (خرج أبوثمامة الصائدي، فوقف قبالة الحسين عليه السلام و قال: يا أباعبدالله، اني قد هممت أن ألحق بأصحابي، و كرهت أن أتخلف و أراك وحيدا.

فقال له الحسين: تقدم فانا لاحقون بك عن ساعة.

فتقدم أمام الحسين، فقاتل حتي أثخن بالجراح، ثم قتله ابن عم له) [3] .

قتل أبوثمامة بعد أن أدي صلاته خلف الحسين عليه السلام.. و كانت كل أفعاله علي مستوي هذه الأمنية التي تمناها، الصلاة، فقد حفظها و أدي شرائطها، و أثبت أنه أحد معتنقي الاسلام ومجي ء الرسول صلي الله عليه و آله و سلم و آله عليه السلام الحقيقيين.


پاورقي

[1] الطبري 284/3.

[2] الطبري 326/3.

[3] مقتل الحسين للسيد محمد تقي آل بحرالعلوم عن (ابصار العين) للسماوي.. ص 403.