بازگشت

داعية للحسين و للاسلام


و مهما يكن، فاننا نلمس حضورا واضحا لحبيب قبل يوم عاشوراء بعدة أيام. و لم يشر المؤرخون اشارة واضحة الي اليوم الذي التحق فيه حبيب بالحسين عليه السلام غير أنهم ذكروا أن ابن سعد حينما قدم كربلاء [1] أرسل مبعوثه قرة بن قيس الحنظلي ليستفسر من الحسين عليه السلام عن سبب قدومه، بعد فشل مبعوثه الأول كثير بن عبدالله الشعبي لسوء سلوكه و تهوره، و قد كان حبيب يعرفه و له به صلة قربي.

قال حبيب بن مظاهر للحسين عليه السلام عن قرة: (هذا رجل من حنظلة، تميمي، و هو ابن أختنا، و لقد كنت أعرفه بحسن الرأي، و ما كنت أراه يشهد هذا المشهد) [2] .

و قد أراد حبيب حثه علي التخلي عن موقفه الموالي ليزيد و حكومته والانضمام للحسين عليه السلام. لأنه كان يري في الانضمام له مكسبا حقيقيا و ضمانا لمستقبل آمن يوم الحساب.

و هكذا بدأ يلومه علي موقفه و يدعوه للتخلي عنه، و قال له: (ويحك يا قرة بن قيس، أني ترجع الي القوم الظالمين، أنصر هذا الرجل الذي بآبائه أيديك الله بالكرامة و ايانا معك.

فاقل له قرة: ارجع الي صاحبي بجواب رسالته و أري رأيي. فانصرف الي عمر بن سعد) [3] .

و لم يعد، اذ لم يجد في نفسه القدر علي تصحيح موقفه، و قد رأي أن الثمن لا بد أن يكون باهظا و نذر الحرب قد لاحت في الأفق.


أما زحبيب فبقي مع الحسين عليه السلام و أصحابه، و ربما أحزنه مصير قرة و عجزه عن الالتحاق بالحسين عليه السلام، لأن مخاوفه لا بد أن تكون قد تغلبت عليه، فلم تدعه قادرا علي اتخاذ القرار الصحيح الذي كان لا بد أن يتخذه كل ذي ارادة حرة واعية، و ربما أحزنه أيضا تخلف كل جند ابن زياد بل كل أهل الكوفة عن نصرة الحسين والالتحقاق بركبه الكريم، و قيامهم بدل ذلك بالالتحاق بعدوه و عدو الاسلام اللدود.

أحزنه أن يري هذه الفئة من الأمة تتصدي بالسيف لمن جاء ينصرها ويقف الي جانبها و ينقذها من الهاوية الأموية المريعة. و من المؤكد أنه عد نفسه موفقا حقا، اذ أتيحت له هذه الفرصة العظيمة ليكون في صف الحسين يفديه بنفسه و يموت بين يديه، لينال السعادة الدائمية التي كان موقنا منها طالما أنه بنصرة الحسين، كان ينصر الاسلام.


پاورقي

[1] الطبري 311/3 و کان قدوم ابن‏سعد الي کربلاء کان بعد قوم الحسين عليه‏السلام اليها بيوم واحد.. قدم الحسين يوم الخميس في الثاني من المحرم و قدم ابن‏سعد في اليوم الثالث. الطبري 310/3.

[2] الطبري 311/3 و کان قدوم ابن‏سعد الي کربلاء کان بعد قوم الحسين عليه‏السلام اليها بيوم واحد.. قدم الحسين يوم الخميس في الثاني من المحرم و قدم ابن‏سعد في اليوم الثالث. الطبري 310/3.

[3] الطبري /311/3.