بازگشت

انتظر الحسين ليلتحق به الشيخ الذي تشوق للشهادة


مع أن حبيب بن مظاهر لم يقدم مع الحسين عليه السلام من مكة.. و كان في الكوفة ابان الأحداث التي وقعت فيها. و كان يتوقع قدوم الحسين عليه السلام اليها. فانه لا بد أن يكون قد أضمر الالتحاق به قبل أن يقدم. و اذ أنه علم بمقتل مسلم و هاني ء و انقلاب الكوفة عليهما، فان اصراره علي الالتحاق بالحسين عليه السلام، رغم أن الموقف السياسي والعسكري لم يكونا لصالحه، يجعلنا نصنفه علي أنه من أصحاب الحسين الأوائل خصوصا و أنه كان قد كتب اليه يدعوه للقدوم الي الكوفة. فالتحاقه به لم يتم صدفة و قد جمعهما طريق واحد كما كان الحال مع زهير بن القين، و لم يسمع بخبر وصوله و تجمع الجيش لاستقباله و اعلان الحرب عليه و قتله فقرر الانضمام اليه و مساندته، كما كان حال عبدالله الكلبي.

بل انه كان يدري أن الحسين عليه السلام قد سار من مكة الي الكوفة، فقرر الانضمام اليه حال علمه بانقلاب الموقف لغير صالحه. و أنه بحاجة لمن ينصره و يقف الي جانبه.

و اذ أنه كان من أصحاب أميرالمؤمنين عليه السلام و تلامذته و محبيه، فان وعيه بأهداف المسيرة الحسينية كان يجعله علي يقين من ضرورة تلك المسيرة التي ستنتهي


بمواجهة ساخنة بينه و بين النظام الحاكم. كما أن معرفته بطبيعة الموقف جعلته يدرك أن الموقف العسكري لن يكون لصالح الحسين عليه السلام، و أن من يلتحق به سيواجه خطر الموت لا محالة؛ و رغم ذلك فانه لم يتردد عن اتخاذ قرار الالتحاق.