بازگشت

...اللهم اشهد علي هؤلاء فقد برز اليهم أقرب الناس خلقا و خلقا و منطقا


وعندما استأذن علي الأكبر أباه في الخروج الي الساحة، رفع الحسين عليه السلام بصره الي السماء و قال: (اللهم اشهد علي هؤلاء، فقد برز اليهم أشبه الناس خلقا و خلقا و منطقا برسولك محمد صلي الله عليه و آله و سلم. و كنا اذا اشتقنا الي رؤية نبيك نظرنا اليه [1] .

اللهم امنعهم بركات الأرض، و فرقهم تفريقا، و مزقهم تمزيقا، واجعلهم طرائق قددا، و لا ترض الولاة عنهم أبدا، فانهم دعونا لينصرونا، فعدوا علينا يقاتلوننا) [2] .

هكذا دعا الله أن يشتت تلك الأمة المستسلمة المهزومة، و أن لا يقر لها قرار في ظل تلك العبودية و ذلك الاستسلام، الي أن تعود ثانية الي الاسلام و تعيش في ظلاله


حقا، أما اذا بقيت هكذا، فانها ستقوم هي بقتل نفسها، و لن تكون الا خيال أمة غابرة، و ستكون بضعفها المشين هذا أداة صماء في أيدي الظالمين، يتلاعبون بها وفق مشيئتهم و هواهم.. و مهما حاولت كسب رضاهم، فانها ستقصر عن ذلك.. لأنهم لا يرونها شيئا جديرا بالرعاية والاهتمام والرضا.

ثم رفع صوته و تلا قوله تعالي: (ان الله اصطفي ءادم و نوحا و ءال ابراهيم و ءال عمران علي العلمين ذرية بعضها من بعض والله سميع عليم)) [3] .. و قدم ولده بعد أن ألبسه بيده لامة حربه و أفرغ عليه درعه و مغفرة.


پاورقي

[1] اللهوف لابن طاووس ص 47.

[2] الخوارزمي ج 30/2 والأمين أعيان الشيعة ج 4 ق 1 ص 238.

[3] آل‏عمران 34/33 - راجع مقتل الحسين للخوارزمي ج 2، ص 30.