بازگشت

ليلة المعركة


«اني لا أعلم أصحابا أولي و لا خيرا من أصحابي، و لا أهل بيت أبر و لا أوصل من أهل بيتي»

و في تلك الليلة، عندما رجع عمر بن سعد، جمع الحسين عليه السلام أصحابه و خطب فيهم قائلا: (أثني علي الله تبارك و تعالي أحسن الثناء، و أحمده علي السراء والضراء. أللهم اني أحمدك علي أن أكرمتنا بالنبوة، و علمتنا القرآن، وفقهتنا في


الدين، و جعلت لنا أسماعا و أبصارا و أفئدة، و لم تجعلنا من المشركين. أما بعد فاني لا أعلم أصحابا أولي و لا خيرا من أصحابي، و لا أهل بيت أبر و لا أوصل من أهل بيتي. فجزاكم الله عني جميعا خيرا. ألا و اني أظن يومنا من هؤلاء الأعداء غدا، ألا و أني قد رأيت لكم فانطلقوا جميعا في حل، ليس عليكم مني ذمام، هذا ليل قد غشيكم فاتخذوه جملا. ثم ليأخذ كل رجل منكم بيد رجل من أهل بيتي، تفرقوا في سوادكم و مدائكم حتي يفرج الله، فان القوم انما يطلبوني، و لو قد أصابوني لهوا عن طلب غيري) [1] .

و كانت هذه المرة الثانية التي يطلب فيها الامام عليه السلام منهم ذلك و يجعلهم في حل من مغادرته و تركه. و كان من المحتمل في الظروف العادية، ولو كان الأمر لا يمنع من التخلي عنه، وكان أصحابه غير أولئك الأصحاب الذين كانوا خير الأصحاب، أن نجد من بينهم من يتخاذل و يتراجع و يتخلي عنه. غير أننا وجدنا حالة واحدة و موقفا واحدا من كل أولئك الأصحاب، رفضوا فيه بأجمعهم دون استثناء التخلي عنه، فكيف حصل أن لم نجد أحدا منهم يفكر بتركه رغم جو الحرب و نذره و عواصفه..؟.


پاورقي

[1] الطبري 315/3 وابن طاووس 38 وابن الأثير 285/3 والخوارزمي 1 ف 11 والارشاد 210 و أمالي الصدوق م 30 و جمهرة خطب العرب 42-41/2 والبحار 494-492-44 وابن شهر آشوب 99/4 و أنساب الأشراف 185/3 والنوري 435/20.