زهير، قائد الميمنة
«نذار لكم من عذاب الله، نذار«:
و عندما عبأ الحسين عليه السلام أصحابه للقتال كان زهير علي ميمنة أصحابه.. و قبل بدء المعركة ألقي الحسين عليه السلام ثلاث خطب استعرض فيها أوضاع أهل الكوفة و عموم المسلمين في ظل نظام الانحراف، و عرفهم بنسبه و طبيعة موقعه من رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم و من الاسلام و طبيعة المهمة التي كان يتصدي لانجازها. و قد جرت محاولات عديدة من ابن سعد و شمر لمقاطعته والتحريض علي عدم الاستماع اليه و مطالبته بالنزول علي حكم ابن زياد ثم بدأ الجيش بالزحف عليه.
و قبيل الالتحام خرج زهير بن لاقين علي فرس له ذنوب، شاك السلاح، و ألقي خطبة في الجيش الزاحف فقال:
(يا أهل الكوفة، نذار لكم من عذاب الله نذار. ان حقا علي المسلم نصيحة أخيه المسلم. و نحن حتي الان اخوه، و علي دين واحد و ملة واحدة، ما لم يقع بيننا و بينكم السيف، و أنتم للنصيحة منا أهل، فاذا وقع السيف انقطعت العصمة، و كنا و أنتم أمه.
ان الله قد ابتلانا و اياكم بذرية نبيه محمد صلي الله عليه و آله و سلم لينظر ما نحن و أنتم عاملون. انا ندعوكم الي نصرهم، و خذلان الطاغية عبيدالله بن زياد، فانكم لا تدركون منهما الا بسوء عمر سلطانهما كله، ليسملان أعينكم، و يقطعان أيديكم و أرجلكم، و يمثلان بكم، و يرفعانكم علي جذوع النخل، و يقتلان أمثالكم و قراءكم أمثال حجر بن عدي و أصحابه، و هاني ء بن عروة و أشباهه) [1] .
پاورقي
[1] الطبري 320-319/3 وابن الأثير 288/3 و جمهرة خطب العرب 48-47-2 و نهاية الارب للنويري 444-20.