بازگشت

«زهير، لسان الأنصار«والله لو كان الدنيا لنا باقية


استأذن زهير أصحابه في الرد علي الحسين عليه السلام. و عندما طلبوا منه أن يكون هو المتكلم الأول، قال بعد أن حمد الله و أثني عليه:

(قد سمعنا يابن رسول الله مقالتك. والله لو كانت الدنيا لنا باقية، و كنا فيها


مخلدين، الا أن فراقها في نصرك و مواساتك، لاثرنا الخروج معك علي الاقامة فيها.. فدعا له الحسين ثم قال له خيرا) [1] .

و قد فتح بكلمته أبواب الحديث للأنصار الاخرين كنافع بن هلال الجملي، و برير بن خضير و غيرهما حيث تكلموا بمثل هذا و نحوه.

و قد أكد زهير للأمة كلها - بكلامه هذا ثبات أصحاب الحسين و صمودهم بوجه عدوهم و عدو الأمة المسلمة، و أراد أن يري الأمة كلها، أية فئة كانت تناصر الحسين و تسير معه و تتابع خطواته حتي النهاية.

و مع أنه لم يكن بحاجة لتشجيع أصحابه، فقد كانت دوافعهم لنصرة الحسين عليه السلام والدفاع عن الاسلام أقوي من أن تحتاج لكلمات تقوي عزائمهم و تشحذ هممهم، الا أنه كان يريد أن يبين للأمة كلها، و أعدائها علي وجه الخصوص أن الامام الحسين عليه السلام و أنصاره لم يكونوا بسبيلهم لخوض معركة خاسرة، و أن النصر لا بد أن يكون حليفهم في كل الأحوال، لأنهم قاموا بما ينبغي القيام به حقا و أدوا واجبهم و لم يتكاسلوا و يجبنوا عن نصرة الاسلام. و لا يهم بعد ذلك أن يقتلوا أو يبقوا أحياء، فمقياس النصر في الاسلام القدرة علي الثبات والبقاء علي خطه المستقيم و عدم الالتفات الي العوائق والحواجز التي يضعها أعداء الاسلام في طريقهم.


پاورقي

[1] الطبري 310/3.