بازگشت

قضية الحسين رابحة في الحالين، النصر أو الشهادة


فقد جاءوا اذا لينصروا القضية التي رفعها الحسين عليه السلام، و لم تبد لهم قضية خاسرة في أي وقت من الأوقات. لم يأتوا لضمان حياته و بقائه و الدفاع عنه شخصيا. و لم يكن مجيئهم بدافع من عاطفة مجردة أو عصبية أو قرابة. جاءوا لينصروا ممثل الاسلام و ممثل رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم و ابنه، و ينصروا الاسلام من خلاله، و كانوا علي يقين أن القوة الأموية الغاشمة لن تقف منهم موقف المتسامح المتساهل، و انما ستعمد الي استئصالهم و ابادتهم و قتلهم أشنع قتله. التمثيل بجثثهم.

ولنا أن نتصور هذا المشهد، جماعة قليلة تتألف من أربعة أشخاص جاءت من مقر الجمع المعادي للحسين عليه السلام المهيأ لقتاله، تلتحق بجماعة صغيرة أخري - أكبر منها نسبيا، و هي تعلم نتيجة سيرها و مسعاها، بل و تغذ السير رغم كل المخاطر لتلحق بالحسين و ركبه، و هي تعلم أن الجميع سيقتلون في النهاية.


لا شك أن هذا أمر يبعث علي الكثير من النظر و التأمل والتفكير بتلك النفوس الكبيرة القوية المصممة العازمة المتيقنة التي سارت الي الموت بجرأه و ثبات. و قد قتلوا بين يدي الحسين عليه السلام بعد ذلك في معركة الطف في كربلاء.