بازگشت

انتصارهم للحسين انتصار للاسلام، الأعمال فاقت الأقوال


ان رفضهم التخلي عنه و اصرارهم علي البقاء معه لم يكونا نتيجة حماسة طارئة، جعلتهم يندفعون لنصرته بدافع حاجته الشخصية اليهم. ولم يكونا من قبيل النخوة الجاهلية التي تنتصر للقريب ضد أعدائه. و انما كان انتصارهم له انتصارا للاسلام الذي كان بحاجة الي وقفة مثل وقفتهم و موقف مثل موقفهم. اذ لو تخلوا عنه لكان ذلك ايذانا بموت الأمة كلها و عدم قدرتها علي النهوض ثانية.

و لم تكن أقوالهم من قبيل الأقوال الخطابية التي تلقي في محفل أدبي أو شعري في مناسبة معينة، يكشف فيها الخطباء عن بلاغتهم و قدراتهم في مجال الشعر والنثر لكي يؤثروا علي نفر من المستمعين حضروا محفلهم، ليذهبوا بعد ذلك و يتغنوا و يشيدوا بما استمعوا اليه و شنف آذانهم. فالوقت كان وقت جد، والمواجهة أصبحت قريبة جدا، والكلمات لا بد أن يعقبها فعل سريع.