بازگشت

لولا بدر لاندثر الاسلام و دعوة الرسول


لقد كان الاسلام معرضا للاندثار والضياع الي الأبد، لو انتصر المشركون في معركة بدر، و لهذا دعا رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم ربه قائلا: (اللهم ان تهلك هذه العصابة من أهل الاسلام لا تعبد في الأرض) [1] ، و كان معرضا للاندثار والضياع ثانية لو لم يقم الحسين عليه السلام بثورته علي العصابة الأموية المنحرفة و لو لم يواجهها بتلك العزيمة و ذلك الثبات.

و بقيت تلك العصابة الأولي من أهل الاسلام، و لم يستشهد منها الا أربعة عشر نفرا. و لم يحسب أي أحد منهم وقف صابرا محتسبا، نفسه الا منتصرا و قد بذل كل جهده و أدي مهمته بكل ما يملك من طاقة و قوة. سواء الذين استشهدوا أو الذين بقوا أحياء ليكملوا مهماتهم في فهم الاسلام و نشره و اعلاء كلمة الله لتكون هي العليا.


استجاب البدريون لرسول الله صلي الله عليه و آله و سلم و قد كان يقودهم و يوجههم بشكل مباشر. و بعد ذلك استجاب له كل أولئك الذين خاضوا معارك الاسلام ضد أعدائه، و كأنهم تحت قيادته و توجيهه المباشر.

أية مكانة كبيرة لرسول الاسلام العظيم صلي الله عليه و آله و سلم في نفوس أولئك المؤمنين الذين انطلقوا بوعي و ارادة حرة متبصرة علي الطريق الذي اختطه لهم و رفعوا رايته و استشهدوا في سبيل الاسلام، مع أنهم لم يروا ذلك الرسول الكريم و لم يعيشوا معه أو يستمعوا الي أقواله بشكل مباشر؟.

و أية قوة جعلتهم يحرصون علي التمسك به و بدينه و آل بيته رغم المحن والشدائد والتعرض للقتل؟ لا بد لمن يعيش الاسلام و يتصدي لمشاكل الأمة و محنها أن يضع الله و رسوله صلي الله عليه و آله و سلم نصب عينية، و ينطلق كما لو أن الرسول صلي الله عليه و آله و سلم أمامه يوجهه و يرشده و يقوده. بقي الاسلام عندما بقيت تلك العصابة البدرية الأولي التي كان يقودها رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم نفسه، و استمر بعد أن ترسخ، و حتي عندما مات أفرادها فيما بعد.


پاورقي

[1] نفس المصادر السابقة.