بازگشت

لماذا اختار عمر بن سعد


و كان ابن زياد من الفطنة و الدهاء، بحيث كلف عمر بن سعد للتصدي للامام عليه السلام و قتله ان أصر علي موقفه المناوي ء لدولة يزيد، و ذلك لعدة أسباب منها:

1 - أنه لمس لدي ابن سعد رغبة كبيرة في خدمة الدولة و نيل رضا أسياده و كان من جملة البارزين لاعلام يزيد عن تحرك مسلم في الكوفة.

2 - لمس فيه ضعفا أمامه عندما لم يستطع كتم السر الذي باح له به مسلم رغم ان ابن زياد لم يجبره علي كشفه، و لم يستطع ابن سعد الصمود أمام رغبته العارمة لكشف السر، و قد قال له فيمابعد: ما دمت أنت الذي كشفت السر و أخبرتنا عن مقدم الحسين فكن أنت من يتولي مهمة محاربته.

3- كان ابن سعد مستعدا علي رأس أربعة الآف مقاتل لغزو الري و ليكون أميرا عليها، و هي قوة جاهزة تشكل نواة الجيش الضخم الذي جرده ابن زياد بعد ذلك، و قد أدرك ابن زياد تلهف ابن سعد علي امارة الري فاستغل نقطة الضعف هذه.

4 - استغل ابن زياد خوف ابن سعد من سلطان الدولة، فقد سبق لمعاوية أن قتل اباه بالسم، و لم يستبعد أن يقدم يزيد أو ابن زياد وكيله في العراق علي قلته بالسيف ان امتنع، و كان أي تهديد له كافيا لدفعه نحو حرب الحسين عليه السلام.

و سوف نكشف موقف ابن سعد بالتفصيل عند الحديث عن شخصيته في هذا الفصل بعون الله.

و كانت هذه الشخصية الذليلة الخانعة الطامعة في نفس الوقت هي التي استغلها ابن زياد لتنفيذ مآربه و قتل الحسين عليه السلام و لعله كان يريد بتكليف (القرشي) الوحيد


معه بهذه المهمة أن يضفي لمسة خاصة و يصور النزاع علي أنه بين أبناء قريش أنفسهم و لا شأن للآخرين به الا بقدر ما يتعلق الأمر باطاعة (الخليفة) الذي أمره بقتال عدوه، و هو قرشي أيضا، و هو أمر أريد به تأكيد مفتريات معاوية بأن الأمر أصبح الآن نزاعا بين أولاد (المتنافسين) القدامي، و أنه لم يبق الا ابنه و أبناؤهم، هكذا...! و ان ابنه خير من أبنائهم، كما أوضحنا ذلك من قبل.

ان لمسة ابن زياد هذه ربما كانت قد سرت يزيد الي أبعد حد و رأي فيها مبادرة طيبة منه عززت مكانته لديه فيما بعد رغم كل ما اشيع عن استنكاره و غضبه عليه كما رأينا و نري في الفصل القادم بعون الله.