بازگشت

قانون الطواري ء...


سيف مسلط علي الرقاب و قد أدي ابن زياد المهمة الأولي التي عهد بها اليه يزيد، و هي التصدي لمسلم و قتله، و كان عليه استجابة لرغبة سيده أن يستمر الي النهاية فيتصدي للحسين عليه السلام و يقتله أيضا، و قد كتب الي يزيد مفتخرا بكيده و دهائه و مكره و تمكنه من انجاز المهمة بتلك الطريقة.. (، فالحمد لله الذي أخذ لأميرالمؤمنين بحقه، و كفاه مؤونة عدوه.


أخبر أميرالمؤمنين أكرم الله ان مسلما بن عقيل لجأ الي دار هاني ء بن عروة المرادي، و اني جعلت عليهما العيون و دسست اليهما الرجال و كدتهما حتي استخرجتهما و أمكن الله منهما، فقدمتهما فضربت أعناقهما، و قد بعثت اليك برؤوسهما) [1] .

و قد أبدي يزيد رضاه التام عما قام به ابن زياد، بعد أن سأل رسوليه عن التفاصيل و كتب اليه: (.. عملت عمل الحازم، و صلت صولة الشجاع الرابط الجأش، فقد أغنيت و كفيت و صدقت ظني بك و رأيي فيك) [2] .

و في هذه الرسالة أوصاه أن يستمر في مهمته و التربص بالحسين عليه السلام و قال له: (و أنه قد بلغني ان الحسين بن علي قد توجه نحو العراق، فضع المناظر و المسالح، و احترس علي الظن و خذ علي التهمة) [3] .

و هو قانون طواري ء دائمي ينتصب سيفا علي رؤوس الناس ما دام معلنا من قبل السلطة الحاكمة نفسها التي يبدو انه استساغت الأخذ علي التهمة و الاحتراس علي الظن. و وجدت ان ذلك هو الأسلوب الأمثل الذي يتيج لها اذا ما أخذت به أن تستمر و تطول حياتها، و هذا شأن كل نظام فرعوني متجبر، يري أن اتباع أمثال هذه الأساليب أمر لازم لوجوده و بقائه، لأنه يدرك أنه لم يقم علي أساس شرعي، و ان جماهير واسعة لا ترضي عنه و لا تقبل به، لأنها تعلم أنه قانون جائر أعد من قبل سلطة وضعت نفهسا موقف المعادي الدائم للجماهير التي تحسب أن الدولة تبادلها العداوة، لانها كانت البادئه بتلك العداوة حينما استغلتها و تلاعبت بمقدراتها و ثرواتها و أرواح أبنائها.

و قد عمل ابن زياد بدأب و حماس علي تنفيذ أوامر سيده الجديدة، فأمر بدوره جنوه و شرطته (بأخذ ما بين واقعة الي طريق الشام الي طريق البصرة فلا يدعون أحدا يلج و لا أحدا يخرج) [4] .

ثم قام بأكبر حملة للتعبئة تقام في الكوفة لاستنفار الناس لقتال الحسين عليه السلام


كما أخبر بذلك الطرماح الامام الحسين عليه السلام قبل وصوله الي «عذيب الهجانات» قائلا: (رأيت قبل خروجي من الكوفة اليك بيوم، ظهر في الكوفة جيش و فيه من الناس ما لم تر عيناي في صعيد واحد جمعا أكثر منه، فسألت عنهم فقيل: اجتمعوا ليعرضوا، ثم يسرحون الي الحسين) [5] .


پاورقي

[1] الطبري 293 / 3.

[2] الطبري 393 / 3 و روي ابن الأثير 398 / 3 (و احترس و احبس علي التهمة و خذ علي الظنة).

[3] المصدر السابق.

[4] الطبري 308 / 299 / 3.

[5] المصدر السابق.