بازگشت

طاقة الشر التي أريد أن تتفجر في الكوفة


لقد كان عبيدالله بنظر معاوية، (طاقة كبيرة)، أراد له أن تتفجر في أكثر الأوضاع حراجة و حساسية، و كان يعده لهذه المهمة التي لم يرد أن يلطخ يد ابنه بها ظاهريا و يلقي و زرها علي ابن زياد و منفذيه من شرطة العراق و أشرافه من أعوان الدولة.

و عندما أهم خروج الحسين عليه السلام الي العراق يزيدا كان عهد معاوية المكتوب و المودع لدي مستشار الدولة المسيحي سرجون هو مفتاح القضية كلها بنظره.

و لعل ابن «زياد كان فخورا بهذ الاختيار الذي كان الدافع اليه هو قسوته حتما، و لعل فخره بتلك القسوة التي أتاحت له تلك المنزلة لدي سيده حتي أنه عهد اليه بمهمة التصدي للحسين سبط رسول الله صلي الله عليه وآله وسلم، جعله يصمم علي أن يكون عند حسن ظنه فعلا، كما كان عند حسن ظن أبيه من قبل، و يوغل في الجريمة الي أبعد حد ممكن بعد أن جعله يزيد أمام طريقين لا ثالث لهما، أما ان يظل معه و يتسح ملكه، أو يعود عبدا كما كان.

لقد كان ابن زياد يضع يزيد مثلا أعلي وحيدا، و يري فيه القوة الوحيدة القادرة علي رفعه أو خفضه، و يري أن فشله في مهمته قد يعني الموت المحقق له اما علي يد أنصار الحسين عليه السلام من أهل الكوفة أو غيرهم، أو بيد يزيد بعد ذلك، اذا ما أتيحت له فرصة النجاة من هؤلاء، و هو أمر دفعه الي فعل المستحيل في مواجهة مسلم الذي كان يبدو و كأن الوضع كله كان لصالحه.


و ربما دفعه خوفه من عقاب يزيد الي اظهار تلك الشجاعة و التهور في هذه المواجهة، مع أنه كاد أن يستسلم مرتين في تلك المواجهة: مرة لهاني ء، و مرة لأصحاب مسلم عند ما رأي من دلائل الحلال ما يشير الي أنهما كانا يتمتعان بقوة كبيرة، و أن اعدادا غفيرة من جماهير الكوفة كانت تساندهما، لو لم يشجعه مستشاره و خادمه (مهران) علي الصمود و لو لم يمل الي جانبه (اشراف) الكوفة و وجهاؤها و بعض المتنفذين فيها و يخذلون الناس عن نصرة مسلم، مستغلين سمعة ابن زياد كطاغية معروف لا يتورع عن اللجوء الي أقسي الأساليب وحشية و دموية، و سمعة جيش الشام المتفاني في خدمة سيده، و الذي أشاعوا أنه كان في طريقه الي الكوفة.