بازگشت

القانون الالهي المعطل


9 - عمدت الدولة الاموية الي أسلوب يناقض الاسلوب الاسلامي السائد و حتي غير الاسلامي مما لم يتعارف عليه من قبل، و هو الأخذ علي الشك و التهمة و الظنة و أخذ القريب بالبعيد و الولي بالولي و الاب بابنه و الابن بأبيه و العريف أو رئيس القبيلة بأحد أتباعه أو مسؤول الشرطة بمخالف للدولة... الخ.

ان هذا القانون يجعل جميع الناس متهمين أمام الدولة، فالمتهم مجرم بنظرها حتي براءته، و هو قانون تعسفي لم يكن جديرا بأن ينشأ الا في ظل دولة كالدولة الأموية، و كانت بادرتها في هذا القانون مجالا لدول أخري عديدة و حتي يوما هذا لتجعل منه سلاحا ذا حدين، تقمع به معارضيها و تستميل الي جانبها من تشاء بكل يسر و سهولة.

ان شعور الفرد بأنه مسؤول عن أحد أفراد قبيلته، مع أنه قد لا يكون من ذوي الرئاسة أو الزعامة فيها، يزعزع آخر الحصون و يجعل الناس يرفعون رايات الاستسلام البيضاء أمام عنف الدولة و ارهابها.

و اذ نجح هذا السلاح بقمع ثورة مسلم، توقع الجميع أن ينجح في جعل الناس يتخلون عن الامام الحسين عليه السلام اذا ما قدم الي الكوفة، و هو ما حصل بالفعل نتيجة ارهاب الدولة و ممارساتها التعسفية بحق الناس مما ولد ردود فعل كانت ذروتها الخوف الشديد منها.