بازگشت

الروح القبلية


7 - كان اتجاه الدولة الأموية يستهدف تعميق الروح القبلية لدي أهل الكوفة و غيرهم أيضا، و جعل شعور الانتماء للقبيلة غالبا علي شعور الانتماء للاسلام نفسه، و كان ذلك من شأنه أن يجعل الكوفة بمجموعها كتلة كبيرة، الا أنها هشة يستطيع الحاكم تفتيتها بكلمة منه.

و من المعلوم أن الروح القبلية كانت هي الآصرة الوحيدة بين أبناء القبيلة قبل الاسلام، و لم تتح المدة الكافية بعد حكم الرسول صلي الله عليه وآله وسلم و حتي تسلط معاوية علي مقدرات المسلمين للقضاء علي العصبية القبلية، حتي جاء هذا فعمقها لغرض اثارة الخلافات و المشاكل بين الناس، و هذا ما يتيح له اضعاف كل مدينة و جعلها تنقاد له، كما يتيح له اصطياد معارضيه من بين أبناء القبائل مهما بدت قبيلته قوية و متماسكة اذ أنه يجد له دائما أعوانا و أنصار من أعدائها و من أبنائها أيضا.

و كان الاحتكاك القوي بين أبناء القبائل يولد مشاكل كثيرة تلجئهم الي الاستعانة


بأقاربهم، و قد روي (أن أهل الكوفة في آخر عهد علي، كانوا قبائل، فكان الرجل يخرج من منازل قبلته، فيمر بمنازل قبيلة أخري، فينادي باسم قبيلته، يا للنخع أو يا لكندة، فيتألب عليه فتيا القبيلة التي مر بها فينادون يالتميم أو يالربيعة، و يقبلون الي ذلك الصائح فيضربونه فيمضي الي قبيلته فيستصرخها و تثور الفتنة) [1] .


پاورقي

[1] ابن أبي الحديد - شرح نهج‏ البلاغة 239 / 3.