بازگشت

الموالي، القوة المتنامية


4 - كان الذين دخلوا الاسلام من غير العرب، و خصوصا من الفرس حتي قبل معركة القادسية نفسها يشكلون أعدادا كبيرة، و رغم اسلامهم و ارتباطهم بعلاقات قربي و مصاهرة مع القبائل العربية، فان الدولة الأموية رأت فيهم خطرا عليها، لأن مجاميع كبيرة منهم عاشت في ظل عدالة أميرالمؤمنين عليه السلام و ربما كانت تميل اليه، و قد أصبحوا بعد ذلك مضطهدين في أيام معاوية، الذي فكر حتي باستئصالهم و قتل نصفهم و ترك النصف الباقي للزراعة و المهن و الطرق الا أنه عدل عن ذلك فيما بعد.

فقد روي عن زياد ان معاوية دعا (الأحنف بن قيس و سمرة بن جندب فقال: اني رأيت هذه الحمراء قد كثرت، و أراها قد طعنت علي السلف، و كأني أنظر الي و ثبة منهم علي العرب و السلطان، فقد رأيت ان أقتل شطرا و أدع شطرا لاقامة السوق و عمارة الطريق، فما ترون؟ فقال الأحنف: أري أن نفسي لا تطيب، أخي لأمي و خالي و مولاي، و قد شاركناهم و شاركونا في النسب، فظننت أني قد قتلت عنهم - و اطرق - فقال سمرة بن جندب: اجعلها الي أيها الأمير، فأنا أتولي ذلك منهم و أبلغ منه - قال: فقوموا حتي انظر في هذا الأمر - قال الأحنف: فقمنا عنه و أنا خائف، و أتيت أهلي حزينا، فلما كان بالغداة أرسل الي، فعلمت أنه أخذ برأيي و ترك رأي سمرة) العقد الفريد 361 / 3.

و اذا ما أدركنا أن زياد بن أبيه كان ينتمي اليهم بحكم تربية (عبيد) له، و أنه ألحق فيما بعد بأبي سفيان، أدركنا أيضا أنه كان يريد تبييض صفحته و اعلان براءته و بعده عنهم بشن حملة ظالمة عليهم.

كان الموالي أو الحمراء ينتمون الي مجتمعات ذات حضارة مهنية اذا صح التعبير - و يختلفون عن عرب الجزيرة الذين أتيح لهم بالتالي الاختلاط بهم و أخذ الكثير من الأمور عنهم، و هذا ما جعل الدولة الأموية التي غالبا ما تنهج نهجا منحازا للعرب و قريش، لأمور سياسية بحتا و ليس حبا في العرب و لا قريش تخشي منهم


لأنهم أصبحوا قوة مؤثرة لكنها مضطهدة في عصرها و ربما وقفت مع قوي المعارضة العربية ضدها و هذا ما فعلته بعد ذلك في العديد من الاحداث.