بازگشت

توسيع طبقة الهمج الرعاع..


خطوة علي طريق سلب الشعور بالمسؤولية

علي أن أهم ما لجأ اليه معاوية مع مجتمع العراق، هو أسلوبه الذي اتبعه مع أهل الشام من قبل، و هو عمله علي سلب هويته الرسالية و انتمائه الحقيقي للاسلام و شعوره بالسمؤولية، و تحويله الي مجتمع غوغائي متناحر يرتع فيه الجهل و النميمة و الغش و مختلف الأمراض الاجتماعية الأخري الذميمة، و جعله ينصرف عن اهتماماته العليا التي كرسها الاسلام، الي اهتمامات حياتية هزيلة تتركز بكسب العيش


اليومي فقدان الاهتمام بالأمور العامة و ما تقوم به الدولة و القنوع بالسلامة في ظل الجور و الظلم و الأخذ علي التهمة و الظن، و فقدان الرغبة في تحري المصادر الصحيحة للعلوم الاسلامية.

لقد كان افراغ المجتمع من شعوره بالمسؤولية في ظل الأمل التي شعر بها الكثيرون من أبنائه، و هم يرون أبعد الناس عن الاسلام، علي رأس السلطة التي تحكم باسمه، كان ذلك أكبر سلاح استخدمه معاوية للتمادي في جر المجتمع الي المزيد من التناحرات و الخلافات و عدم الشعور بالمسؤولية العامة و الاهتمام بالأمور الشخصية العادية، و ابعاده عن التدخل في سياسة الدولة و شؤونها التي ظلت حكرا عليه دون أن يسمح لأحد أن يناقش أو ينتقد أو يقوم، و قد كان ذلك تكريسا لسياسة الاستعباد التي أضاف اليها من جاء بعد معاوية لمساتهم الشخصية و خبراتهم الخاصة و مهاراتهم لتطويع الناس و اخضاعهم، و كانت حصيلتها ازدياد الانحراف لا في مجال السياسة و الحكم و حسب، و انما في كل المجالات الأخري.