بازگشت

الائمة يواجهون أساليب دولة الظلم


و قد رأينا أن معاوية قد واجه أميرالمؤمنين عليه السلام في بداية الأمر، بأهل الشام الذين استمالهم الي صفه بشكل تام، و جعلهم ينظرون الي الاسلام بمنظاره، و وفق التصور الذي أراده.

و قد استطاع بعد ذلك استدراج كل من لم يجد له مصلحة مع الامام، و كل الخارجين عليه و الطامعين بمال أو سلطة، ليضمهم الي صفه كذلك و يحاربه بهم، بعد ان لم يبق معه منهم في نهاية المطاف سوي اعداد محدودة لم تكن تصل الي
مستوي تلك الاعداد الأولي، و قد أراد ان يعدهم لمعركة حاسمة مع معاوية، غير انه عليه السلام اغتيل قبل اتمام هذه المهمة و ترك أهل العراق يتخبطون و يتخاصمون، بينما كان معاوية قد نجح الي حد بعيد برص صفوفه، وفق أساليبه الخاصة التي انتهجها و التي لم يهدف من ورائها الا الي تقوية دولته و سلطانه و مصالحه.

و قد رأينا ان الرشوة و العطاء الكيفي، و القمع، و ابتكار الاحاديث و تأويل القرآن و اثارة النعرات الجاهلية، كانت في مقدمة تلك الأساليب التي لا يمكن القول بأي حال من الأحوال أن الاسلام يقرها أو يقبل بها.