بازگشت

عمل الأئمة كان واحدا..


تحصين الأمة ضد السقوط و كما أوضحنا من قبل، فقد كان عمل الأئمة الثلاثة الأوائل، أميرالمؤمنين و ولديه الحسن و الحسين عليهم السلام، منسجما بهذا الخصوص، و كان يأخذ بعدا واحدا بدأ مشوار السير فيه أميرالمؤمنين عليه السلام، اذ أنه بتصرفاته قبل استلام منصب قيادة الأمة الفعلي، و بعد ذلك أيضا، عندما سنحت له هذه الفرصة ليقودها بشكل مباشر، و جد أن الانحراف قد وصل حدا خطيرا جدا، و علي ذلك فانه (لم يكن يتعامل مع الفترة الزمنية القصيرة التي عاشها فقط، و انما كان يحمل هدفا أكبر من ذلك. أميرالمؤمنين كان يحس بأنه قد تدارك المريض و هو في آخر مرضه، أدركه حيث لا ينفع العلاج، و لكنه كان يفكر في ابعاد أطوال و أوسع للمعركة.

لم يكن يفكر فقط في الفترة الزمنية التي عاشها، و اذا كان يفكر علي مستوي آخر أوسع و أعمق، هذا المستوي يعني أن الاسلام كان بحاجة الي أن تقدم له في خضم الانحراف، أطروحة واضحة صريحة نقية لا شائبة فيها و لا غموض، لا التواء فيها و لا تقيد، لا مساومة فيها و لا نفاق و لا تدجيل) [1] .

و هذا ما لم يستطع أن يفهمه أركان الحكم الأموي، الذين عززوا الانحراف و وسعوه، لأنه حقق لهم مصالحهم الشخصية و كان ينسجم مع منظورهم و تطلعهم و طموحهم البعيد عن النظرة الاسلامية الخالصة التي تعد منصب الخلافة امانة ثقيلة موثقة بعهد مع الله سبحانه وفق شروط و قواعد لا يستطيع اداءها الا من أعدوا و هيئوا لهذا النصب اعدادا خاصا من قبل رسول الله صلي الله عليه وآله وسلم نفسه.


پاورقي

[1] المصدر السابق 13.