بازگشت

الحسين يمتدح أصحاب و أهل بيته بما هم أهله


كانت العاطفة الانسانية تبدو في كل موقف وقفه الحسين عليه السلام و في كل لقاء له مع أصحابه، قال لهم قبل عاشوراء بليلة واحدة:

(أثني علي الله تعالي أحسن الثناء، و أحمده علي السراء و الضراء، اللهم اني أحمدك علي أن أكرمتنا بالنبوة و علمتنا القرآن، و فقهتنا في الدين، و جعلت لنا أسماعا و أبصارا و أفئدة. فاجعلنا لك من الشاكرين.

أما بعد، فاني لا أعلم أصحابا أوفي و لا خيرا من أصحابي، و لا أهل بيت أبر و لا أوصل من أهل بيتي، فجزاكم الله جميعا عني خيرا.

ألا و أني لأظن يومنا من هؤلاء الأعداء غدا، ألا و أني قد أذنت لكم جميعا فانطلقوا في حل، ليس عليكم مني حرج و لا ذمام.

و هذا اليل قد غشيكم فاتخذوه جملا، ثم ليأخذ كل رجل منكم بيد رجل من أهل بيتي، و تفرقوا في سواد هذا الليل، و ذروني و هؤلاء القوم، فانهم لا يريدون غيري، و لو أصابوني لذهلوا عن طلب غيري). [1] .

لم يقل فيهم الا ما كان يراه حقا، و كان ما يراه حقا فعلا، فأصحابه خير الأصحاب و أهل بيته أبر و أوصل أهل بيت.

كان يعدهم لتقبل موته بعد أن يتقن حرصهم علي البقاء معه و الشهادة بين يديه، و كان يدرك أن أمر موته سيكون صعبا عليهم، و أن حزنا عميقا سيخيم عليهم اذا ما تيقنوا من بذلك، و قد استسهلوا بذلك أرواحهم دونه.

و لم تكن كلماتهم التي ردوا بها عليه، مجرد كلمات تقال في معرض التقريض


و المجاملة، و انما كانت قطعا من أكبادهم و قلوبهم عرضوها أمامه و عبروا بها عن الولاء الصادق له و لقضيته العادلة لنصرة الاسلام.

و لعلنا سنتحدث باسهاب عند استعراض فصل (أنصار الحسين) في كتاب قادم ان شاء الله.

و نكتفي هنا بايراد كلام أخيه العباس عليه السلام الذي رد به علي كلامه:

(و لم نفعل ذلك؟ لنبقي بعدك؟ لا أرانا الله ذلك أبدا). [2] .

و لم يرهم الله ذلك أبدا، قد استشهدوا قبله و قدموا أرواحهم رخيصة دونه.


پاورقي

[1] الطبري 315 / 3، و اللهوف 38، و روضة الواعظين للقتال 183، و ابن‏الأثير 285 / 3، و الارشاد 210، و أمالي الصدوق م 30، و الخوارزمي ج 1 ف 11، و الارشاد 210، و جمهرة خطب العرب 41 / 2، و البحار 492 / 44، و المناقب 99 / 4، و الايفاد 63، و أنساب الأشراف 185 / 3، و النويري 435 / 20.

[2] المصدر السابق.