اخلاق الحسين تلفت نظر زهير بن القين
و لعل أخلاقه هي التي لفتت نظر زهير بن القين الذي كان يكره مسايرته في الطريق أو منازلته في منزل واحد، و جعلته يتذكر رواية سلمان عن رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم:
«اذا أدركتم شباب آل محمد فكونوا أشد فرحا بقتالكم معهم منكم بما أصبتم من الغنائم». [1] .
و جعلته يري من هم آل محمد، و قد رأي من الحسين عليه السلام مثالا متميزا بأخلاقه الرسالية الرفيعة، التي جعلته مستبشرا واثقا من أهمية المسعي الكبير الذي كان يسعي اليه.
و لم يكن زهير ممن يخدعون بأباطيل القول و زائف الحديث، بل كان انسانا ناضجا واعيا يدرك العمل الذي يقوم به و الموقف الذي ينبغي أن يقفه، و هكذا و علي حديث الحسين معه في تلك الفترة القصيرة.
و قد آثر أن ينضم الي الحسين عليه السلام في الوقت الذي تخلي فيه الآخرون عنه، و في الوقت الذي بدا فيه أنه كان معرضا لأشد الأخطار و في مقدمتها خطر الموت،
و هذا يدل بلا شك علي وعيه الاستثنائي و ادراكه العميق لمهمة الامام عليه السلام العاجلة، التي لم تكن تحتمل التأجيل أو المساومة أو المماطلة.
پاورقي
[1] الطبري 278 / 3، و روضة الواعظين 278، و البلاذري 168 / 3، و الارشاد 205.