لطف الحسين و رفقه حتي مع أعدائه
كان اللطف و الرفق يغلفان الحسم و الثبات الذي واجه به الجميع، و هو يعلن اصراره علي المضي في مهمته الي النهاية. [1] .
و حتي عندما حاول أعوان السلطة منعه من الخروج من مكة بالقوة و اتهموه بالخروج عن الجماعة لم يزد عن قوله:
(لي عملي و لكم عملكم أنتم بريئون مما أعمل و أنا بري ء مما تعملون) [2] و مضي في طريقه متوجها نحو العراق). [3] .
و حتي جوابه لعمرو بن سعيد بن العاص، عدوه اللدود و الوالي الأموي علي مكة كان متسما بأبلغ آيات الأدب و اللطف و المجاملة رغم ما كان يحمله من العزم و الاصرار علي الذهاب الي العراق مهما كلف الأمر.
پاورقي
[1] مثال ذلک جوابه لعمر بن عبدالرحمن بن الحارث المخزومي و قد حاول منعه من الذهاب الي الکوفة، قال له: (جزاک الله خيرا..، فقد علمت أنک مشيت بنصح، و تکلمت بعقل، و مهما يقض من أمر يکن. أخذت برأيک أو ترکته، فأنت عندي أحمد مشير و أنصح ناصح) الطبري 382 / 5 ط دار المعارف و ابنالأثير 285 / 3، و المسعودي 66 / 3، و جمهرة خطب العرب 37 / 2، و ابنعساکر ترجمة ريحانة الرسول ص 202، و نهاية الأرب 406 / 20، و قد ذکرنا أقواله للمحذرين و (الناصحين) في فصل سابق.
[2] يونس: 41.
[3] الطبري 296 / 3، و ابنالأثير 276 / 3، و ابنکثير 166 / 8، و الخوارزمي 220 / 1.