اهتمام معاوية بالصلاة مظهر من مظاهر النفاق
هكذا كان ينظر أميرالمؤمنين عليه السلام الي الصلاة و يوصي بها، و هو أول من صلي بعد رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم منذ أن كان طفلا (لم تنجسه الجاهلية بأنجاسها و لم تلبسه من مدلهمات ثيابها) و قد كان يقينه بالله تاما و معرفته به وثيقة، لا كما نظر اليها معاوية، كأمر مظهري لابد منه للظهور أمام المسلمين بالشكل الذي يرغبون فيه، و مادامت الصلاة هي رغبتهم و مادامت شعائرها معظمة عزيزة عندهم، فانه أوصي يزيد لكي يؤديها طمعا في كسب ودهم و ثنائهم و تقريبه الي نفوسهم،
أوصي معاوية يزيد قائلا:
(و أحضر الصلاة، فانك اذا فعلت ما أوصيك به، عرف الناس لك حقا، و عظمت مملكتك، و عظمت في أعين الناس). [1] .
و قد ذكرنا حادثة مماثلة أوصاه فيها بالتستر علي مباذله خوفا من الافتضاح بين الناس، و لم يوصه بتركها خوفا من الله،
و اذ علم يزيد الدوافع الحقيقية لوصايا والده، فانه لم ير الالتزام بها و (كان فيه اقبال علي الشهوات و ترك بعض الصلوات في بعض الأوقات و اماتتها في غالب الأوقات). [2] .
(و كان يزيد صاحب طرب و جوارح و كلاب و قرود و فهود و منادمة علي
الشرب...، و غلب علي أصحاب يزيد و عماله ما كان يفعله من الفسوق، و في أيامه ظهر الغناء بمكة و المدينة و استعملت الملاهي و أظهر الناس شرب الشراب). [3] .
و قد (حج يزيد في حياة أبيه، فلما بلغ المدينة، جلس علي شراب). [4] .
پاورقي
[1] البداية و النهاية 233 / 8.
[2] المصدر السابق 233 / 8.
[3] مروج الذهب 82 / 2.
[4] ابنالأثير 365 / 3.