بازگشت

اهتمام أميرالمؤمنين بالصلاة


و هكذا رأينا قبل ذلك اهتمام أميرالمؤمنين عليه السلام الكبير بها و دعوته الناس اليها، و توجيهاته و وصاياه بشأنها، حتي لحظاته الأخيرة، و هو علي فراش الموت، لكي يجعلها المؤمن قربه يتقرب لها الي الله تعالي وحده، لا مظهرا من مظاهر النفاق و الرياء للتقرب من المسلمين الآخرين، كما أراد معاوية بن يزيد، و كما ذكرنا من قبل و ما سوف نتحدث عنه بايجاز بعد قليل بعون الله.


كان أميرالمؤمنين عليه السلام أول من صلي مع رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم و عمره لما يتجاوز العاشرة، قبل الناس بسبع سنين [1] و لقد اغتيل و هو يؤدي صلاته في المحراب.

و قد أوصي ولده الحسن عليه السلام بخصوص الصلاة قبيل وفاته قائلا:

(أوصيك أي بني بتقوي الله و اقام الصلاة لوقتها، و ايتاء الزكاة عند محلها، و حسن الوضوء فانه لا صلاة الا بطهور). [2] .

و أوصي محمد بن أبي بكر حين قلده مصر قائلا:

(صل الصلاة لوقتها الموقت لها، و اعلم أن كل شي ء من علمك تبع لصلاتك). [3] .

و قال في أول خطبة له بعد استخلافه:


(الفرائض أدوها الي الله تعالي، يقودكم الي الجنة). [4] .

و كتب في وصيته:

(الله الله في الصلاة، فانها عمود دينكم. والله الله في بيت ربكم، فلا يخلون منكم ما بقيتم، فانه ان ترك لم تناظروا، الصلاة الصلاة، لا تخافن في الله لومة لائم). [5] .


پاورقي

[1] صحيح ابن‏ماجه ص 12 روي بسنده عن عباد بن عبدالله، و رواه الحاکم في مستدرک الصحيحين ج 13 ص 11 و ابن‏جرير الطبري في تاريخة 56 / 2، و التقي في کنز العمال 394 / 6 نقلا عن الحاکم و ابن مردوية، و اسد الغابة ج 4 ص 18 روي بسنده عن أبي‏أيوب الأنصاري قال: (قال رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم: لقد صلت الملائکة علي و علي علي سبع سنين، و ذلک أنه لم يصل معي رجل غيره) و ذکره المحب الطبري في الرياض النظرة ج 2 ص 165 نقلا عن أبي‏الحسن الخلعي، و مسند الامام أحمد بن حنبل ج 1 ص 99 روي بسنده عن حبه العربي و الهيثمي في مجمعه ج 9 ص 102، و ابن‏عبد البر في الاستيعاب ج 2 ص 458، و أسد الغابة لابن‏الأثير 17 / 4، و خصائص النسائي ص 3، و الواحدي في أسباب النزول ص 182، و الاستيعاب ج 2 ص 459، و مستدرک الصحيحين ج 3 ص 111 بستده عن ابن‏عباس، و طبقات ابن‏سعد ج 3 ق 1 ص 13 عن مجاهد قال: (اول من صلي علي عليه السلام و هو ابن عشر سنين، و کنز العمال ج 6 ص 156، و لفظه (أول من صلي معي علي عليه‏السلام، اخرجه الحاکم في تاريخه و الديلمي عن ابن‏عباس، و صحيح الترمذي ج 2 ص 300، عن انس بن مالک، و مستدرک الصحيحين ج 3 ص 112، روي بسنده عن بريده قال: انطلق أبوذر، و ساق الحديث (الي أن قال) و أوحي الي رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم يوم الاثنين و صلي علي يوم الثلاثاء، قال هذا صحيح الاسناد. و لمراجعة المزيد من الصحاح و الأسانيد راجع (فضائل الخمسة من الصحاح الستة العلامة السيد مرتضي الفيروزآبادي / منشورات مؤسسة الأعلمي / بيروت لنبان ط 19825 14. 24 م ص 240/232.

[2] ابن‏الأثير 257 / 3.

[3] نهج‏البلاغة 545.

[4] الطبري 157 / 5، و ابن‏الأثير 84 / 3.

[5] البداية و النهاية 340 / 7.