بازگشت

الحسين يتيح لأصحابه حرية اتخاذ قرار المشاركة بالمعركة


كان أعداد الحسين عليه السلام لأصحابه لتقبل ذلك الموقف الدقيق، موقف الموت في عرصة كربلاء يستهدف اتاحة الفرصة لهم لاتخاذ القرار النهائي بالبقاء معه مدافعين عن الاسلام، و هم يعون طبيعة المهمة التي يقومون بها، فهل كانت حقا تستحق منهم بذل دمائهم و أرواحهم، أم أن الأمر أمر فورة عاطفية ستنتهي بقتلهم.

لا شك أن اللحظات القليلة المتبقية لم تكن لتترك لذي لب لبا، لو أنه لم يكن يحمل قضيتهم الكبيرة لحماية الاسلام، و هو ما تجلي أمامهم بوضوح خارق، أنه أهم من سنوات حياتهم المتبقية.

فبعد ساعات سيقدم الحسين عليه السلام نفسه، و لا شك أنها عزيزة لديه، لكي يحفظ هذا الدين و يسجل موقفا فريدا بدمه لن تنساه الأمة كلها فيما بعد، و ستسارع فئات عديدة منها للحاق بموكبه، و ستقدم دماءها مثله لنفس السبب الذي دعاه الي ذلك.

و ها هم الآن أصحابه معه فعلا، فهل يستطيع أحد منهم تقبل فكرة التخلي عنه و عن هدفه الكبير لحماية الاسلام؟ ذلك ما دلت عليه أجوبتهم الحازمة القاطعة.