بازگشت

جيش ابن زياد يضعون أصابعهم في آذانهم


لم يكن بالامكان توجيه كلام أكثر تأثيرا من كلام زهير، بعد أن استمع الجميع الي كلام الحسين عليه السلام و مع ذلك تجاهلوه و لم يستجب له سوي نفر محدود منهم.

و منهم كان يمكن أن يقال لأولئك القوم أكثر مما قاله زهير؟ و مع ذلك فلم يستجب له أحد، و بدا أن الحشد الذي تألف منه جيش ابن زياد، كان فاقد الارادة تماما، و اذا ما كان قد عزم علي شي ء، فانما علي البقاء حثة هامدة بين أيدي أعوان السلطة، يقلبونه كيفما يشاؤون و يسيرونه وفق هواهم و أغراضهم.

كان الجميع مصممين علي أمر واحد، و هو عدم الاستماع لحجج أصحاب الحسين، تماما كما كان يفعل المشركون في زمن الجاهلية الأولي اذ يضعون أصابعهم


في آذانهم و يصرخون و يعربدون و يسخرون و يضحكون، لئلا يصل اليهم صوت الرسول الكريم و أصوات أصحابه، و هي تردد آيات الكتاب العزيز، و تدعوهم الي الله و الي دينه القويم.

و مقابل ذلك (التصميم) الأجوف علي الاستسلام و الهزيمة أما ابن زياد و أربابه، بدا تصميم مقابل حقيقي من أصحاب الحسين عليه السلام علي عدم الاستسلام، و مواجهة ابن زيادة و جيشة الكثيف الذي أعده لمقاومتهم و قتلهم، رغم أنهم كانوا يستطيعون حتي الليلة الأخيرة، ترك معسكر الحسين عليه السلام و النجاة بأنفسهم، و ربما تساهل العدو الذي كان يطلب الحسين خاصة، بذلك، و فسح لهم المجال للهروب..، و قد أشار الحسين عليه السلام الي ذلك و سمح لهم بالذهاب ان رغبوا في ذلك، و ربما كان يريد أن يتيح لهم فرصة أخري يراجعون فيها أنفسهم، و يدققوا في مواقفهم ليتصرفوا علي ضوء تقويمهم و فهمهم للأمور، لا علي ضوء العاطفة المجردة، أو الحماسة الطارئة أو الولاء العائلي كما زعم البعض فعلا فيما بعد مدفوعين بالمزاعم و الأباطيل الأموية.