بازگشت

اصحاب الحسين نموذج للمشاركة الواعية المدركة


لقد أراد الحسين عليه السلام أن تبدو مشاركة أصحابه في المعركة منطلقة من ايمانهم و ادراكهم لأهميتها، و ذلك ما يوضح للأمة كلها خصوصا اذا ما علمت أنهم لم يكونوا جميعا من أقاربه و أهل بيته، و أنهم كانوا من قبائل و مستويات اجتماعية شتي، و أن بعضهم كان محسوبا علي الجهة المعادية له حتي وقف قريب، ان القضية لم تكن قضية الحسين خاصة، و أنها كانت قضيتها كلها.

ان مشاركتهم بتلك العزيمة الصادقة و ذلك الاندفاع الكبير و مسارعتهم للقاء العدو و الموت قبل قائدهم الحسين عليه السلام و بين يديه، و ادراكهم لما هم مقدمون عليه و محاولاتهم المتكررة لنصيحة الجند المستنفرين لقتالهم و ارشادهم، و محاولة ثنيهم عن الاستمرار وراء قيادتهم المنحرفة، من شأنه ابطال المزاعم الأموية بشأن أهداف الثورة و توجهاتها.

لقد ظلت عزيمتهم الصادقة و حواراتهم التي دلت علي وعيهم و فهمهم الدقيق للاسلام، مبعث تأمل لأجيال كثيرة من المسلمين حتي يومنا هذا، و جعلتها تدرك أن المعركة التي خاضوها هي معركة الاسلام ضد أعدائه، لا معركة أطراف متنافسة علي السلطان و الملك كما زعمت الدعاية الأموية المضللة.