بازگشت

استئصال الدولة الأموية الظالمة هو السبيل الوحيدلعودة الأمة الي اسلامها


كانت الثورة الحسينية واضحة الهدف، سريعة الوصول الي نفوس و ضمائر الأمة المسلمة لا في زمن وقوعها و حسب، و انما عبر كل هذه القرون الطويلة و الي يومنا هذا، لأن الامام الحسين عليه السلام استطاع عبر مسيرته الملحمية من المدينة الي الكوفة مرورا بمكة، أن يكشف واقع القيادة المنحرفة المتسلطة علي أمور المسلمين، و يوجه الأنظار نحوها و نحو ممارستها غير المشروعة، و أن يعلن عن موقفه العملي لحرب هذه الدولة و الهجوم عليها علي قلة العدد و كثرة العدو و خذلان الناصر، و أن لا يكتفي بموقف الدفاع السلبي و الاختفاء عن أنظار السلطة في مكان ناء كما أشير عليه في بعض المناسبات.

كان تحديث للانحراف بذلك الاداء الرائع خلال كل أدوار المسيرة، و حتي ختام المعركة في الطف، قد لفت أنظار الأمة المسلمة بشكل حاد الي فساد حالها و انحطاطها و اقبالها علي موت محتم ما لم تسارع الي تبين موقفه و تقف بجرأة أمام حكامها و أعوانها لمنع انحدارها السريع نحو هاوية الهلاك المحقق. و لقد أتيح لعدد كبير من أبناء الأمة من أنصاره و مناوئيه أن يستمعوا الي خطاباته و أقواله و يكونوا شهودا علي المواقف الفريدة التي وقفها، و التي لم يبد في أي منها أنه كان يقبل المساومة و أنصاف الحلول.

كان الامام الحسين عليه السلام يريد استئصال دولة الظلم و ازالتها من الوجود، فذلك هو الضمانة الوحيدة لعودة الأمة الي الاسلام عودة سليمة لا غبار عليها، لأن هذه الدولة ستكون مانعا قويا أمام مثل هذه العودة، و لن تتيح لأية قوة أخري، حتي ولو كان هو الاسلام بقيادة رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم نفسه، أن تقف أمام طموحاتها و مشاريعها غير المشروعة.

و سنجد بعون الله. في غضون هذا الفصل - أن الحسين عليه السلام قد استطاع أن يوجه المعركة بحيث يتخذ كل موقف وقفه المشاركون في المسيرة بعدا عقائديا


و انسانيا و عاطفيا، لتحتشد الصور و المواقف البطولية و الانسانية و تشكل زخما هائلا في ضمير الأمة المسلمة، لتجد بالتالي أن علي كل فرد منها - اذا ما كان مومنا بالله حقا - أن لا يقدم أقل مما قدمه أصحابه عليه السلام، و هو ما جعل مسيرة الحسين عليه السلام مستمرة و عدد الملتحقين بموكبه كبيرا رغم بعد الشقة و مرور السنين.