بازگشت

الصورة الحقيقية للموقف الذي عاشه الحسين


و لنضع أنفسنا أمام الصورة الحقيقية للموقف له:

1 - (الدولة الاسلامية) و قيادتها الأموية أعلنت انحرافها و أظهرته بشكل واضح.

2 - (الامام الحسين عليه السلام) رفض هذه القيادة المنحرفة منذ البداية، و منذ أن طلب معاوية مبايعة الأمة ليزيد، و بقي علي موقفه هذا حتي هلاك معاوية.

3 - كان أول أمر اهتمت به هذا القيادة هو اجبار الحسين عليه السلام علي المبايعة و الا تعرض للقتل.

4 - رأي الامام عليه السلام أن مبايعته غير ممكنة، اذ أن ذلك سيعني اقراره و مباركته للانحراف الذي طالما أعلن رفضه له.

5 - أدرك الامام عليه السلام أته سيتعرض لغضب الدولة و وحشيتها و شراستها و أنها لن تتورع عن اللجوء الي أشد الأساليب بطشا للقضاء عليه و اسكاته.

6 - خطط الامام عليه السلام لاسماع الأمة صوته و تبليغها سبب رفضه مبايعة القيادة المنحرفة، التي خططت بدورها للقضاء عليه اذا رفض المبايعة، و تضييع قضيته و تشويهها و عرضها علي أنها قضية منافسة بين الحسين عليه السلام و يزيد، لم يتح للحسين النجاح فيها و كانت (الغلبة) ليزيد.


7 - عدم المبايعة هو الموقف الوحيد الذي أمكن أن يقفه الحسين عليه السلام، و الاستجابة لموقف معارضي الدولة في الكوفة كان هو الموقف العملي الذي أمكن أن يتخذه أمام الحاح الدولة و اصرارها علي قيامه بمبايعة راسها.

8 - رفض المبايعة كان سيظل مجرد موقف سلبي، اذا لم يسع الحسين عليه السلام بفعل ايجابي للقضاء علي الانحراف، و تقديم ذلك بمسيرة الي الكوفة استجابة لدعوة أهلها رغم علمه بضعفهم و احتمال تراجعهم، و كان عدم المسير اليهم سيعني خذلانهم.

9 - رغم معرفته بأن المعركة سوف لن تكون متكافئة من حيث العدد و العدة بينه و بين أعدائه فان لم يتراجع عنها، في أية مرحلة من مراحلها و صمم علي الاستمرار فيها رغم خطر الموت الأكيد الذي كان يتعرض له.

10 - و هكذا أراد الحسين عليه السلام أن يموت امام الأمة كلها و تحت سمعها و بصرها و بعد أن يوضح لها طبيعة مهمته، و أن لا يتم حادث الموت سرا أو في مكان معزول لتموت معه قضيته أيضا، و قد أراد بذلك أن تظل قضيته التي هي قضية جماهير المسلمين عموما و ان تخلوا عنها في ذلك الوقت قائمة علي الدوام و غير محصورة بوقت أو ظرف معين.

11 - أراد الحسين عليه السلام للأمة أن تتصدي للانحراف و تقف في وجهه مهما كان الشكل الذي بدا عليه ذلك الانحراف، و مهما تعددت وجوهه و رموزه و قيادته.

لم يكن الحسين عليه السلام يريد لشهادته أن تمر دون ثمن، و دون أن تجني الأمة منها مكاسب حقيقية تجعلها قادرة علي تشخيص الانحراف و الظلم و رفع يدها بوجه المنحرفين و الظالمين.

كان رفضه للظلم و الانحراف رسالة خاصة لكل فرد من أبناء الأمة الاسلامية و في كل الأزمنة ليرفضهما بدوره، و كانت تضحيته الكبيرة الشاملة اشارة واضحة الي ما ينبغي أن يقدمه كل واحد من أبناء الأمة من تضحيات ان اقتضي الأمر ذلك.