بازگشت

ماذا لو بايع الحسين يزيدا


و يطرح هنا سؤال مهم جدا: ماذا كان سيحدث، و ما كان سيصير اليه حالنا و ماذا كنا سنفعل نحن لو ارتضي الامام الحسين عليه السلام، القائد الحقيقي للأمة، الاستسلام و وضع يده بيد يزيد و أعلن قبوله و طاعته؟ هل سيكون من حقنا أن نناقش حال الأمة و أوضاعها و ما آل اليه أمرها بعد ذلك بسبب الغشم الأموي الطاري؟

لابد أننا كنا سنقتدي بالامام الحسين عليه السلام - لو فعل ذلك - و نضع أيدينا بيد كل يزيد يأتي من بعده، و لابد أننا سنسكت عن كل انحراف، كما لابد أن يكون قد سكت من قبلنا امام الأمة لو استجاب ليزيد و بايعه، و عاش في ظله.

كم كانت المسؤولية التي سيتحملها الامام عظيمة و خطيرة لو قبل ببيعة يزيد؟

انه سيتحمل مسؤولية استسلام و انحراف الأمة كلها، و وقوعها جثة هامدة بيدي يزيد و كل يزيد بعده.

لو قبل الحسين عليه السلام بذلك، لكانت الدولة الأموية قد أنعمت عليه ببعض الأموال و الجوائز و لما حاولت أن تطمس بعض الحقائق بشأنه و شأن فضله و فضل آل البيت جميعا، و لو ظفت ذلك في خدمتها و لمصلحتها، باعتبار أن أكرم المسلمين


و أفضلهم و أقربهم من رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم قد رأي أن يكون يزيد اماما للأمة، و علي ذلك فينبغي علي كل أفراد الأمة أن يقبلوا بذلك بصورة نهائية، و لا يفكروا في الخروج علي يزيد و علي كل يزيد فيما بعد، و لا يشكوا بمشروعية استخدام السيف و القوة ضد كل فئة مناوئة، و سيعتبر الخروج عليه خروجا عن الاسلام و الحرب عليه حربا ضد رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم.

لقد ظلت الأبواق الأموية تصرخ، معلنة شرعية الدولة و سلامة بنائها، رغم ثورة الامام الحسين عليه السلام التي كشفت زيف ذلك و بطلانه، فكيف كان سيكون صوت تلك الأبواق لو قبل الحسين بها و لم يثر عليها؟