بازگشت

هل شعر المجرمون بالعار


(قال عبيدالله بن زياد لعمر بن سعد بعد قتله الحسين: يا عمر، أين الكتاب الذي كتبت به اليك في قتل الحسين؟.

قال: مضيت لأمرك وضاع الكتاب.

قال: لتجيئن به.

قال: ترك و الله يقرأ علي عجائز قريش اعتذارا اليهن بالمدينة. أما و الله لقد نصحتك في حسين نصيحة لو نصحتها أبي، سعد بي أبي وقاص، كنت قد أديت حقه. قال عثمان بن زياد أخو عبيدالله. صدق و الله، لوددت أنه ليس من بني زياد رجل الا و في أنفه خزامه الي يوم القيامة و أن حسينا لم يقتل. فوالله ما أنكر ذلك عليه عبيدالله). [1] .


لماذا الاعتذار الي عجائز قريش؟ و لماذا هذا الخوف الشديد من تبعات الجريمة؟ و لم سكت ابن زياد و لم يواجه النقد بنقد مثله؟ و لماذا لم يقل أنه كان علي حق في قتله الحسين؟.

لقد أجاب يزيد نفسه عن هذه الأسئلة. و أن غلف جوابه بمغالطاته المقصودة التي أراد بها تبرير شرعية وجوده و ذلك بتكرار كذبة ابن سعد.

(و ما كان علي لو احتملت الأذي و أنزلته معي في داري، و حكمته فيما يريد، و ان كان علي في ذلك و كف ء و وهن في سلطاني، حفظا لرسول الله صلي الله عليه و آله و سلم و رعاية لحقه و قرابته، لعن الله ابن مرجانة، فانه أخرجه و اضطره، و قد كان سأله أن يخلي سبيله و يرجع فلم يفعل، أو يضع يده في يدي، أو يلحق بثغر من ثغور المسلمين حتي يتوفاه الله عزوجل فلم يفعل، فأبي ذلك ورده عليه و قتله. فبغضني بقتله الي المسلمين، و زرع لي في قلوبهم العداوة فبغضني البر و الفاجر، بما استعظم الناس من قتلي حسينا؛ ما لي و لابن مرجانة لعنه الله و غضب عليه). [2] .

أكان حزن يزيد حفظا لرسول الله صلي الله عليه و آله و سلم و رعاية لحقه و قرابته؟ أم لما سببته الجريمة من غضب في نفوس جميع الناس، برهم و فاجرهم علي حد تعبير يزيد نفسه؟ أم أنه حزن مصطنع أراد به يزيد تمرير كذبة ابن سعد. و تبرئة ذمته من كل شي ء. و جعل حكمه يبدو بنظر الناس شرعيا، مادام الحسين عليه السلام نفسه قد أراد مبايعته.. كما زعم.



پاورقي

[1] الطبري 342 / 3.

[2] المصدر السابق 365 / 3.