بازگشت

امتصاص النقمة الشعبية


و ثمة سبب آخر لهذه الرواية، و هو شعور الطغمة الحاكمة بتزايد النقمة علي هذه الجريمة حتي من داخل بيوتها، فقد ذكر أن نسوة الحسين و صبيانه، لما أدخلوا دار يزيد (لم تبق من آل معاوية امرأة الا استقبلتهن تبكي و تنوح علي الحسين، فأقاموا عليه المناحة ثلاثا). [1] .

و قيل ان جماعة من آل الحكم أنفسهم استنكروا ذلك، فقد قال يحيي بن الحكم لوفد أهل الكوفة لما أقبلوا برأس الحسين (حجبتم عن محمد يوم القيامة؛ لن أجامعكم علي أمر أبدا). [2] .

و عندما (دخلوا علي يزيد فوضعوا الرأس بين يديه. فسمعت دور الحديث هند بنت عبدالله بن عامر بن كريز - و كانت تحت يزيد بن معاوية - فتقنعت بثوبها، و خرجت فقالت يا أميرالمؤمنين أرأس الحسين بن فاطمة بنت رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم! قال: نعم فأعولي عليه، وحدي علي ابن بنت رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم و صريحة قريش، عجل عليه ابن زياد فقتله قتله الله). [3] .

و قد استنكر عديدون فعله و نكته بالقضيب علي ثغر الحسين. و كان ممن فعلوا ذلك (رجل من أصحاب رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم يقال له أبوبرزة الأسلمي: أتنكت بقضيبك في ثغر الحسين؟ أما لقد أخذ قضيبك من ثغره مأخذا، لربما رأيت رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم يرشفه، أما أنك يا يزيد تجي ء يوم القيامة وابن زياد شفيعك، و يجي ء هذا يوم القيامة و محمد صلي الله عليه و آله و سلم شفيعه، ثم قام فولي). [4] .

كانت بوادر النقمة و الغضب و الاحتجاج تلوح حتي من داخل دور الطغمة الحاكمة و من أقرب المقربين اليهم. و قد أرادوا أن يبرروا فعلتهم النكراء بتبادل التهم فيما بينهم.

اننا سنتحدث بعون الله - عن ردود الفعل علي هذه الجريمة النكراء، غير أننا نود أن نذكر أن مرجانة نفسها أم عبيدالله قد استنكرت هذه الجريمة النكراء من ابنها القاتل.



پاورقي

[1] المصدر السابق.

[2] المصدر السابق.

[3] المصدر السابق.

[4] المصدر السابق.