بازگشت

لماذا هذه المزاعم


هذا ما ذكر لنا بعد ذلك، و قد أريد تصوير الحادث كله علي أنه مجرد رغبة أو نزوة دفعت الامام عليه السلام لحرب يزيد - كما كان معاوية يحاول أن يوحي من قبل، و قد ذكرنا بعض محاولاته بهذا الشأن. و أن الامام قد تخلي عن عزمه بمحاربة الدولة بعد


أن رأي الموت أمامه و رأي عجزه عن ذلك. و أن عمر بن سعد نفسه كان يري أيضا أن الامام ينبغي أن يذهب فيضع يده بيد يزيد، و أن عبيدالله نفسه استحسن تلك الفكرة، و حتي يزيد استحسنها لما سمع بها في النهاية و أبدي عن استعداده لدفع الحتف عن الامام لو كان قد جاءه، و حاول أن يرمي بوزر الجريمة علي عاتق ابن زياد وحده الذي ألقاها علي عاتق شمر بدوره... ذلك القاتل الذي ما كان ليتحرج - شأنه شأن ابن زياد نفسه - من اعلان عداوته الصريحة و بغضه الشديد و حقده علي الحسين و آل الرسول صلي الله عليه و آله و سلم.

و لعل الشمر كان سيفخر بذلك و يختال أمام الجميع عندما يحمل لوحده وزر هذه الجريمة النكراء نيابة عن أسياده و لعله يري في ذلك الشرف كل الشرف لأنه نفذ أوامرهم، و لعله سيبتسم ابتسامة مقيتة اذا ما راح الناس يحملونه وحده كل جريمة ارتكبها غيره بحق آل البيت. فلا شي ء يحسب له الشمر حسابا سوي أسياده.

لقد فرح يزيد بمقتل الحسين عليه السلام و فرح به ابن زياد قبل ذلك، و كما أمسك ابن زياد بيديه قضيبا فراح يضرب به وجه الحسين و ثغره، فعل يزيد ما فعل ذاك تماما.

(أذن للناس، فدخلوا و الرأس بين يديه، و مع يزيد قضيب، فهو ينكت به في ثغره ثم قال: ان هذا و ايانا كما قال الحصين بن الحمام المدي:



يفلقن هاما من رجال أحبة

الينا و هم كانوا أعق و أظلما [1] .



و قد وصفه بأنه (قاطع ظالم) [2] .. و قد فرح فرحا شديدا بمقتله و أمر باقامة الأفراح و الاحتفالات، و أبدي حقده عليه حتي بعد مقتله. و قد استعرض أمام أهل الشام نساءه و صبيانه. (لما جلس يزيد بن معاوية دعا أشراف أهل الشام فأجلسهم حوله ثم دعا بعلي بن الحسين و صبيان الحسين و نساءه فادخلوا عليه و الناس ينظرون، فقال يزيد لعلي: يا علي أبوك الذي قطع رحمي و جهل حقي و نازعني سلطاني، فصنع الله به ما قدر رأيت) [3] و قد شتم زينب في مجلسه ذاك و وصفها بأنها عدوة الله و قال لها (انما خرج من الدين أبوك و أخوك). [4] .



پاورقي

[1] المصدر السابق.

[2] نفس المصدرين و ابن‏الأثير 437 / 3.

[3] ابن‏کثير 196 / 8 و الطبري 339 / 3.

[4] ابن‏کثير 196 / 8 و الطبري 339 / 3.