بازگشت

عيون المخبرين، تراقب كل شي ء


حاول الحر تنفيذ أوامر ابن زياد و اجبار الامام و أصحابه علي النزول في ذلك المكان علي غير ماء و لا في قريه. و لم يستجب لطلبهم عندما عرضوا عليه النزول في نينوي أو الغاضرية أو شفيه - و هي قري قريبة منهم عامرة بالأشجار و الماء و قال: (لا والله ما أستطيع ذلك، هذا رجل قد بعث الي عينا...). [1] .

و لعل عينا العين كانتا مفتحتان علي سعتهما ترقبان كل شي ء.

و قد حاول زهير بن القين حث الامام عليه السلام علي منازلة الحر و أصحابه قائلا: (يابن رسول الله، ان قتال هؤلاء أهون من قتال من يأتينا من بعدهم، فلعمري ليأتينا من بعد من تري ما لا قبل لنا به.

فقال له الحسين عليه السلام: ما كنت لأبدأهم بالقتال) [2] و هو مبدأ اسلامي أصيل. فهو سيدعوهم - و قد دعاهم فعلا - الي الانضمام اليه و نصرة قضيته، و لن يقاتلهم الا اذا قاتلوه فالبادي ء مصروع و مخذول و مهزوم حتما، ان لم يكن الآن فغدا. و ان لم يكن في هذه الدار ففي الدار الآخرة. التي ان لم يؤمن بها أحد و يؤمن بحسابها و عقابها و ثوابها، فلن يكون ايمانه ايمانا.

و قد كانت وصايا أميرالمؤمنين عليه السلام لأصحابه في صفين - بهذا الشأن


واضحة: (لا تقاتلوهم حتي يبدؤوكم، فانكم بحمدالله علي حجة، و ترككم اياهم حتي يبدؤوكم حجة أخري لكم عليهم) [3] أمام الناس علي مر العصور، و أمام الله الذي اليه المآل بعد كل شي ء.

و قد أشاعر عليه زهير أيضا أن ينزل قرية حصينة تدعي العقر فأبي الامام ذلك. ثم نزل.

و ذلك يوم الخميس في الثاني من المحرم سنة احدي و ستين من الهجرة. و بنزوله بدأ الفصل الجديد للمعركة التي خاضها الامام عليه السلام ضد أعداء الاسلام.


پاورقي

[1] الطبري 310 / 3 و ابن‏الأثير 411 / 3.

[2] الطبري 310 / 3 و ابن‏الأثير 411 / 3.

[3] نهج‏البلاغة 373.